![]() |
ما حكم الغيبة بالقلب ؟!
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عافاكم الله على هذا المنتدى وجزاكم الله خير الجزاء سؤالي يا شيخ عبد الرحمن بخصوص الغيبة ويتكون من شقين : الأول :ما حكم غيبة الشخص في القلب يعني بالعامية (بينك وبين نفسك) ؟ الثاني : هل إذا اغتبته وأظهرت الصوت ولكن لم يكن هناك أي شخص كأن تكون بالسيارة مثلا تكون آثم أم لا ؟ وجزاك الله خير يا شيخنا . الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا إذا تكلّم الإنسان بها حُوسِب عليها ، أما ما كان في النفس ولم يتكلَّم به صاحبه ، فإنه معفوّ عنه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حَدّثَتْ به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم . ويُخشَى مِن الانسياق وراءها ، أن تَجُرّه نفسه وتُسوِّل له ما وراء ذلك ، بحيث يستسيغ ذلك الفعل . قال ابن القيم : دافِع الْخَطْرة , فإن لم تفعل صارت فِكرة . فَدَافع الفِكرة , فان لم تفعل صارَتْ شهوة . فحارِبها , فإن لم تفعل صارَتْ عزيمة وهِمّة , فإن لم تُدافعها صارَتْ فِعلاً . اهـ . ثم إن لدى كل إنسان من العيوب ما يشغله عن عيوب الآخَرين . وقد قيل : قَبِيحٌ مِن الإِنْسَانِ يَنْسَى عُيُوبَهُ ... وَيَذْكُرْ عَيْبًا فِي أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ ... وَفِيهِ عُيُوبٌ لَوْ رَآهَا بِهَا اكْتَفَى كما قيل أيضا : إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا وَأَكْثَرُوا *** عَلَيْكَ وَأَبْدَوا فِيكَ مَا كَانَ يُسْتَرُ وَإِمَّا ذَكَرَتْ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهم *** وَلا عَيْبَ إِلاَّ مِثْلَ مَا فِيكَ يُذْكَرُ فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيكَ مِثْلُهُ *** فَكَيْفَ يَعِيبُ الْعُورَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيهِمْ *** فَذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَاللهُ أَكْبَرُ وعادة لا تكون الغيبة إلاّ نتيجة سوء ظن ! وعلينا أن نُحسِن الظنّ بالناس ، وان تكون قلوبنا سليمة لهم . قال ابن الجوزي رحمه الله : اعلم أن غيبة القلب : سوء ظَـنِّه بالمسلمين . والظن ما تَركن إليه النفس ويميل إليه القلب . وليس لك أن تظن بالمسلم شرا إلاّ إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل ... ومتى خَطَر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير ، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك ، فلا يلقي إليك خاطر السوء خيفة مِن اشتغالك بالدعاء والمراعاة . وإذا تحققت هَفوة مُسلم فانصحه في السر . واعلم : أن مِن ثمرات سوء الظن التجسس ، فإن القلب لا يقنع بالظن ، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس ، وذلك مَنهي عنه ، لأنه يُوصِل إلى هَتك ستر المسلم ، ولو لم ينكشف لك ، كان قلبك أسلم للمُسلم . اهـ . وهنا : غضيض الطّرف عن هفواتي http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7843 نصيحة للمغتابين والنمامين وكثيري اللغو ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7909 تصيبني وساوس وأتوهّم أني أعيب الناس وأسخر منهم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12501 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 08:27 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى