أختي لا تحسن تعاملها معي وليس بيني وبينها أُلفة فما توجيهكم ؟
 

السلام عليكم ورحمة والله وبركاته
شيخنا الفاضل
بصراحة ماني عارفة وش أكتب بالضبط حاسة نفسي وأنا أكتب مخنوقة وأبي أبكي وماني قادرة, والسبب يا شيخنا يمكن يكون بسيط من وجهة نظرك أو وجهة نظر الناس بس من جد هالشيء متعبني
السبب يا شيخنا هو إحساسي بالغيرة من أختي وأخوي أحس إنه فيه فرق بيني وبينهم فالمعاملة دائما يحصلون اللي يبونه غصب عن الكل ولو محتاجين فلوس وما هي متوفرة لازم تطلع لهم لو من تحت الأرض
وأنا كتومة لو محتاجة شيء ما أقدر أطلب لأني فقط أراعي ظروف أمي وأبوي وأفكر إنه يمكن ما عندهم يعطوني شيء , بس يا شيخنا فالفترة الأخيرة حسيت إني خلاص ما أقدر أتحمل لأنه أختي تخرجت من الجامعة والكل من عائلتنا وأهلنا كان يبارك ويهني ويعطيها هدايا وفلوس وأنا تخرجت قبلها من الكلية محد اهتم لي وكان البعض يقول لي كلمة مبروك بدون نفس كأنه واجب ويؤدونه عشان محد يقول عنهم شيء وآخر مرة ناس من أهلي جو عندنا وأعطوا لأختي فلوس وأمي كانت تفكر إنه أختي تقاسمني فيهم لكن أنا رفضت فكرتها وآخرتها مدت يدها يمكن بثلاثين درهم وأنا عارفة إنها محتاجتهم وتبيني آخذهم
والله يا شيخ إني حسيت كأني طلابة وكنت ببكي قدامها بس مسكت نفسي وهربت عشان ما تحس فيني. أنا عارفة إنك شيخ تصدر فتوى ويمكن ما هو من اختصاصك التوجيه النفسي أو ما شابه بس أنا فكرت إني ممكن ألاقي عندك نصيحة تنفعني في حالتي هذي.
وجزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه.

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لكِ في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسوة وقُدوة .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصحابه : إنكم سَترون بعدي أثَرَة وأمورًا تُنكرونها . قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدُّوا إليهم حقّهم ، وسَلُوا الله حَقّكم . رواه البخاري .

صحيح أن مثل تلك التصرفات تَحُزّ في النفس ، وتُبقِي فيها أثرًا ، إلاّ أن الإنسان إذا تذكر الآخرة هانت عليه هذه الدنيا بِما فيها .
تأملي في هذا الحديث .. الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام : يَوَدّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جُلودهم كانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريِض . رواه الترمذي .

ولعل هذا من البلاء الذي تُرفَع به الدرجات ..
قال عليه الصلاة والسلام : " إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه " رواه الإمام أحمد .

ولعلك إن صبرت أن يُعوّضك الله في الدنيا قبل الآخرة خيرا مما تركت .
وليست العِبرة بِالبدايات بل العبرة بالنهايات ..

وربما يأتي اليوم الذي يحتاجون فيه إليك ، وربما مدّوا أيديهم إليك .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد