![]() |
أحاول أن أصلـي لكن ما أستمــر فما نصيحتكم ؟
السؤال بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإسم : محمد . العمر : 14 سنة . المرحلة الدراسية : متوسط . المشكلة : انا وبكل أمانه من الناس الذين أتمنى أن أصلي كل الفروض ، ولكن للأسف لا أعلم لماذا لا أستمر على الصلاة ، يعني أتمنى أني أصلي ولكن ما أقدر ، ووالله إني خايف من ربي وخايف يوم من الأيام إني أموت وانا ما أصلي أبدا ً . كل تنياتي لك يا شيخ بالتوفيق .. http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والثبات . اعْلَم أن الصلاة عمود الدِّين ، فلا دِين لِمَن لا صلاة له . وأن الصحابة الكرام رضي الله عنهم لم يتركوا الصلاة في أحلك الظروف ، فصلّوها في حال الخوف ، وصلّوها في حال قُرْب الموت ؛ فقد صلّى عمر رضي الله عنه وجرحه يَصُبّ دَمًا . دخل المسور بن مخرمة على عمر بن الخطاب مِن الليلة التي طُعِن فيها ، فأيقظ عمر لصلاة الصبح ، فقال عمر : نَعم ، ولا حَظّ في الإسلام لمن تَرك الصلاة . فصلى عُمر وجرحه يَثعب دَما . رواه الإمام مالك . وقال ابن عباس : لَمَّا طُعِن عمر احتملته أنا ونَفر من الأنصار حتى أدخلناه مَنْزِله ، فلم يزل في غشية واحدة حتى أسفر الصبح ، فقال رجل : إنكم لن تفزعوه بشيء إلا بالصلاة . قال : فقلنا : الصلاة يا أمير المؤمنين . قال : ففتح عينيه ، ثم قال : أصلى الناس ؟ قلنا : نعم . قال : أمَا إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . فصلى وجرحه يثعب دما . رواه عبد الرزاق . وبَلَغ مِن حرص الصحابة على الصلاة أن عَرَف ذلك عنهم أعداؤهم . قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلونا قتالا شديدا ، فلما صلينا الظهر قال المشركون : لو مِلْنا عليهم ميلة لاقتطعناهم ، فأخْبَر جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وقالوا : إنه ستأتيهم صلاة هي أحبّ إليهم من الأولاد ، فلما حضرت العصر ، صَفَّنَا صَفّين ، والمشركون بيننا وبين القبلة . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ له . وكان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أن أوصى بالصلاة ، فكان يقول : الصلاة الصلاة . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وكان عليه الصلاة والسلام يُغشى عليه في آخر حياته ، ثم يُفيق ، فيسأل عمّا أهمّه : أصلَّى الناس ؟ رواه البخاري ومسلم . وتذكّر أن مَن لم يُصلّ لا يُصاحِب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون رفيقه يوم القيامة ، بل يكون رفيق فرعون وهامان وقارون وأُبيّ بن خَلَف . وسبق : رفيق فرعون .. أفِـق ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4594 وتذكّر فضائل الصلاة ، فهي نُور ونَجاة يوم القيامة . وهي رِفعة في الدرجات وهي سبب تكثير الحسنات ، ومَحو السيئات ففي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَال : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ؛ فَذَلِكُمْ الرِّبَاط . قال النووي : وَقَوْله : ( فَذَلِكُمْ الرِّبَاط ) أَيْ الرِّبَاط الْمُرَغَّب فِيهِ ، وَأَصْل الرِّبَاط الْحَبْس عَلَى الشَّيْء ، كَأَنَّهُ حَبَسَ نَفْسه عَلَى هَذِهِ الطَّاعَة . قِيلَ : وَيَحْتَمِل أَنَّهُ أَفْضَل الرِّبَاط كَمَا قِيلَ الْجِهَاد جِهَاد النَّفْس ، وَيَحْتَمِل أَنَّهُ الرِّبَاط الْمُتَيَسِّر الْمُمْكِن أَيْ أَنَّهُ مِنْ أَنْوَاع الرِّبَاط . اهـ . وروى مُسلم عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه قال : كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه ، وكان لا تُخْطِئه صلاة . فقيل له أو قُلت له : لو اشتريت حمارا تَرْكبه في الظلماء وفي الرمضاء . قال : ما يَسُرّني أن مَنْزِلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد جمع الله لك ذلك كُلّه . وفي الصحيحين مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الرجل في الجماعة تُضَعَّفُ على صلاته في بيته وفي سُوقِه خمسة وعشرين ضِعْفًا ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوُضوء ثم خَرج إلى المسجد لا يُخْرِجه إلاَّ الصلاة ، لم يَخطُ خطوة إلاَّ رُفِعَت له بها درجة وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلى لم َتزل الملائكة تُصَلِّي عليه ما دام في مُصَلاَّه : اللهم صلِّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صَلاة ما انتظر الصلاة . وقال جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما : كَانَتْ دِيَارُنَا نَائِيَةً عَنْ الْمَسْجِدِ ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ بُيُوتَنَا فَنَقْتَرِبَ مِنْ الْمَسْجِدِ ، فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خَطْوَةٍ دَرَجَةً . رواه مسلم . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : مَن سَرَّه أن يَلْقَى الله غَدًا مُسْلِمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادَى بهن ، فإن الله شَرَع لِنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن مِن سُنن الهدى ، ولو أنكم صَلّيتم في بيوتكم كما يُصَلِّي هذا الْمُتَخَلِّف في بيته لتركتم سُنة نَبيكم ، ولو تَركتم سُنة نَبيكم لَضَللتم ، وما مِن رَجل يَتطهر فيحسن الطهور ثم يَعْمَد إلى مَسجد مِن هذه المساجد إلاَّ كَتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يَتَخَلَّف عنها إلاَّ مُنَافِق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتي به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقَام في الصَّفّ . رواه مسلم . وفي حديث عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلاةَ كَتَبَ لَهُ كَاتِبَاهُ أَوْ كَاتِبُهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَالْقَاعِدُ يَرْعَى الصَّلاةَ كَالْقَانِتِ ، وَيُكْتَبُ مِنْ الْمُصَلِّينَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ . رواه الإمام أحمد . وصححه الألباني والأرنؤوط . وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ . رواه البخاري ومسلم . وتوضأ عثمان رضي الله عنه ، ثم قال : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث بُريدة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : بَشِّر المشائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة . رواه أبو داود والترمذي . وصححه الألباني . وفي حديث أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . رواه أبو داود . وصححه الألباني . وفي حديث أَبِي أُمَامَةَ أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لا يَنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ ، وَصَلاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاةٍ لا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وصححه الألباني والأرنؤوط . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بُيوت الله في الأرض المساجد ، وإن حَقًّا على الله أن يُكْرِم مَن زَارَه فيها . رواه الطبراني ، وأوْرَدَه الألباني في " السلسلة الصحيحة " . وأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر . قال تبارك وتعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) . وقال الله جَلّ جلاله : (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ) . وأنها مِن أعظَم العون على الثبات قال عَزّ وَجَلّ : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) . قال ابن كثير : إن الصلاة من أكبر العَون على الثبات في الأمر . اهـ . وأنه الصلاة سبب مِن أسباب الرزق والتوفيق . قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 02:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى