![]() |
هل هناك أعمال معينة مشروعة في شهر مُحَرَّم ؟
هل هناك أعمال معينة مشروعة في شهر مُحَرَّم ؟ الجواب : شهر الله المحرم هو مِن الأشهر الحُـرُم وقد قال الله تبارك وتعالى فيهن : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) قال قتادة : الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم في سواهما . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن شهر محرم : أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل . رواه مسلم . وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صيام يوم عاشوراء . فقال : ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ، ولا شهراً إلا هذا الشهر . يعني رمضان . رواه مسلم . وفي هذا الشهر يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من شهر الله المُحرّم . وصيامه يُكفّر السنة التي قبله . قال صلى الله عليه وسلم : صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . رواه مسلم . قال ابن عباس رضي الله عنهما : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء . فقال : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكراً ، فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فنحن أحق وأولى بموسى منكم . فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه . رواه البخاري ومسلم . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع .. رواه مسلم . يعني مع العاشر . ولما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه . قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم . وهذا من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مُخالفة أهل الكتاب . قال الحكم بن الأعرج : انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما ، وهو متوسد رداءه في زمزم ، فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء ؟ فقال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما . قلت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه ؟ قال : نعم . رواه مسلم . ولا يَعني هذا إفراد التاسع بالصيام ، بل يُصام مع العاشر . فقد روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء أنه سَمِع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء : خالفوا اليهود ، وصوموا التاسع والعاشر . وهذا إسناد صحيح . ورواه البيهقي في " الكبرى " من طريق عبد الرزاق ، ورَواه في " شُعب الإيمان " من غير طريق عبد الرزاق . وهذا الحديث الصحيح عن ابن عباس ، الصريح في صيام التاسع والعاشر ؛ يَردّ قَول مَن قال مِن أهل العِلْم (بأن مذهب ابن عباس أن عاشوراء هو اليوم التاسع مِن الْمُحَرَّم) . والله أعلم . |
الساعة الآن 08:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى