![]() |
طاعة الأم في تطليق الزوجة
السؤال لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل جزاكم الله خيراً سؤال من أحد الإخوة في منتدى يقول سؤالي(طاعه الام واجبه فيماعدا في معصية الخالق اذا كنت متزوج ولديك اطفال وطلبت الأم ان تطلق زوجتك او تغضب عليك ودون سبب رئيسي لمجرد انها لم تحبها اواخطأت معها ولم تغفر لها رغم اعتذارها فماذا تفعل ماهو الحل )مع جزيل الشكر http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . لا يحق لأحد الوالدين أن يُطالب ابنه بِمفارقة زوجته إلاّ لسبب مقبول شرعا . ولا يُمكن الاستدلال بِفعل عُمر رضي الله عنه ، حيث طلب من ابنه أن يُطلِّق زوجته . وَسُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ رَجُلٍ مُتَزَوِّجٍ وَلَهُ أَوْلادٌ ، وَوَالِدَتُهُ تَكْرَهُ الزَّوْجَةَ ، وَتُشِيرُ عَلَيْهِ بِطَلاقِهَا . هَلْ يَجُوزُ لَهُ طَلاقُهَا ؟ فأجاب رحمه الله : لا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا لِقَوْلِ أُمِّهِ ؛ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَبَرَّ أُمَّهُ ، وَلَيْسَ تَطْلِيقُ امْرَأَتِهِ مِنْ بَرِّهَا . وقال ابن مُفلِح في " الآداب الشرعية " : لا تَجِبُ طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ بِطَلاقِ امْرَأَتِهِ ، فَإِنْ أَمَرَهُ أَبُوهُ بِطَلاقِ امْرَأَتِهِ لَمْ يَجِبْ . ذَكَرَهُ أَكْثَرُ الأَصْحَابِ . قَالَ سِنْدِيّ : سَأَلَ رَجُلٌ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ إنَّ أَبِي يَأْمُرُنِي أَنْ أُطَلِّقَ امْرَأَتِي . قَالَ : لا تُطَلِّقْهَا . قَالَ : أَلَيْسَ عُمَرُ أَمَرَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ ؟ قَالَ : حَتَّى يَكُونَ أَبُوك مِثْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ! وكان شيخنا الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - يقول : ومَن مثل عمر ؟ ذاك الْمُحدَّث الْمُلْهَم . وعمر رضي الله عنه لم يطلب من ابنه أن يُفارق زوجته لغير سبب ، ولا يُظنّ ذلك بِعُمر رضي الله عنه ، بدليل أنه لَمّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يُطلِّقها ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمره بِطلاقها مِن غير بأس . ولذلك لَمّا جاء رجل إلى الحسن فسأله فقال : إن أمَّـه أمرته أن يتزوج ، ثم قالت له بعد : طَلِّقها ؟ فقال له الحسن : إن طلاق امرأتك ليس مِن بِـرِّ أمِّك في شيء . رواه ابن أبي شيبة . ولا يُتصوّر أن تَخْلو البيوت مِن المشكلات ولا مِن الْمُنغِّصَات . ولو أن كل إنسان طالبه أحد والديه بِفراق زوجته فَعَل ذلك ، لكانت الْمُطلِّقَات أكثر من المتزوِّجات ! والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 06:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى