![]() |
ما حُكم عمل المرأة خارج بيتها ؟
السلام عليكم
ما حكم عمل المرأة خارج بيتها ؟ |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأصل هو قرار المرأة في بيتها ؛ لِقَوله تبارك وتعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) . قال القرطبي في تفسير الآية : معنى هذه الآية الأمر بِلُزوم البيت ، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى . هذا لو لم يَرِد دليل يخص جميع النساء ، كيف والشريعة طافِحة بِلُزوم النساء بيوتهن ، والانكفاف عن الخروج منها إلاَّ لِضرورة . اهـ . وقال ابن كثير في تفسير الآية : هذه آداب أمَر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تَبَع لهن في ذلك . اهـ . وقال ابن الملقِّن في قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " : فيه دلالة على استقرار المرأة في بَيْتِها ، وأن لا تَخْرُج منه إلاَّ لِمَصْلَحة شَرعية ، وأن تَرْجِع إليه بعد فَراغِها منه . اهـ . ثم إن كثرة الخروج تُنافي الحياء . قال عمر رضي الله عنه في قوله تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) قال : ليست بِسَلْفَع من النساء خرّاجة ولاّجة ، واضِعة ثوبها على وجهها . قال ابن كثير عن إسناد هذا القول عن عمر رضي الله عنه : هذا إسناد صحيح . قال ابن منظور : السَّلْفَعةُ : البَذيَّةُ الفَحَّاشةُ ، القَلِيلةُ الحَياءِ . ثم إذا عَمِلَت مِن أجل الحاجة ؛ فيشترط العلماء لذلك شروطا ، منها : 1 – أن تخرج غير مُتَجَمِّلة ، ولا مُتطيّبة ؛ لا فاتنة ولا مُفْتَتِنَة . فإن أصرّت على المخالفة ، فيجب على وَلِيها منعها مِن الخروج . 2 – أن لا يكون في العمل ولا في الذهاب إليه مُنكر ؛ مِن اختلاط أو خلوة بالأجنبي ، فإن تضمّن العمل أو الذهاب إليه شيء مِن ذلك ؛ فيَحرُم عليها حينئذ الخروج للعمل . 3 – أن لا يكون العَمل مُحرَّم في نفسه ، كالعمل في المصارف الربوية ، وحانات الخمور ، ونحوها . 4 - أن لا يترتّب على ذلك إهمال زوجها وأولادها بيتها ؛ لأن للمرأة رسالة أسمى مِن مُجرّد العمل ، وكسب المال . 5 – أن لا يكون خروجها ليلا ، لِخطورة ذلك . قال ابن الملقِّن في مسألة خروج المرأة إلى المساجد : وقال بعض العلماء : لا تخرج إلاّ بخمسة شروط : 1 – أن يكون ذلك للضرورة . 2 – أن تَلبس أدنى ثيابها . 3 – أن لا يظهر عليها الطيب ، وفي معناه البخور . 4 – أن يكون خروجها في طرفي النهار . 5 – أن تمشي في طرفي الطريق دون وسطها ؛ لئلا تختلط بالرجال. وفي صحيح ابن حبّان من حديث أبي هريرة مرفوعًا : " ليس للنساء وسط الطريق " . ثم قال ابن الملقِّن : وزاد بعضهم : أن لا تكون ممن يُفتَتن بها . وأن لا تكون ذات خلخال يُسمع صوته ، وفي معناه الحذاء الصَّرْصَر ، والإزار المقعقع الذي يوجب رفع الأبصار إليها بسببه . وزاد بعضهم أيضًا : أن لا تَخاف في طريقها مفسدة . وزاد بعض المتأخرين مِن المالكية على وجه البحث : أن لا تَرفع صوتها مِن غير ضرورة ، وأن لا يَظهر منها ما يجب سَتره . والذي ينبغي في هذه الأزمان : المنع مطلقًا إلاّ أن تكون عالمة عاملة لا يُفتتن بها . اهـ . يُضاف إلى ذلك : استئذان الزوج ، إذا كانت ذات زوج ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها . رواه البخاري ومسلم . ففيه إشارة إلى عِظم حق الزوج ، وأن المرأة لا تَخرج مِن بيتها إلاّ بإذن زوجها ، حتى ولو كان هذا الخروج إلى الصلاة . وأن لا يكون خُروجها من بيتها على حِساب ما هو أهم ، وهو تربية أولادها . وسبق : هل مِن كلمة للنساء حول القرار في البيوت ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5003 هل الآية (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) خاصة بأمهات المؤمنين فقط ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=1368 ما معنى: قرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6432 ما حكم عمل المرأة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12626 تخرج للحديقة المجاورة لمنزلها بشكل يومي ؟ هل يجوز ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=23251 كلمة أو توجيه للمرأة في بلاد المسلمين وبلاد الحرمين خاصة حيال ما يُراد بها مِن فساد http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10184 تُدَافِع عن عمل المرأة وتقول : إن إحدى نساء النبي كانت تتاجر بدلا منه http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1650 شرح أحاديث عمدة الأحكام الحديث الـ 65 في خروج النساء إلى الصلاة http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/060.htm لقاء منتدى (لكِ) حول التبرج وفتن الأسواق https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5684 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 02:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى