![]() |
ما الفرق بين القضاء و القدر ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي سؤالان: السؤال الأول: هل هناك فرق بين القضاء والقدر؟ إذا كان هناك فرق وما هو؟ السؤال الثاني: ما صحة هذا الحديث (لا يرد القضاء إلا الدعاء) أو في معناه ؟ إذا كان صحيحا كيف نفهمه ؟هل الدعاء يغير ما قدره الله علي شخص؟ الجواب : إذا اُطلِق القَدَر ، فيُقصد به التقدير السابق الذي قدّره الله قبل خلق السماوات والأرض . والقضاء ، هو ما يَقضيه الله على عباده مما قدّره قبل خلقهم . قال ابن الأثير في النهاية : القَضاء والقَدَر أَمْرَانِ مُتَلازِمان لا يَنْفَك أحدُهما عَنِ الآخَر ، لأَنَّ أحدَهُما بمَنْزلة الأَسَاسِ وَهُوَ القَدَر ، والآخَرَ بِمَنْزِلَةِ البِناء وَهُوَ القَضاء ، فَمَنْ رَامَ الْفَصْلَ بَيْنَهُمَا فَقَدْ رَامَ هَدْم البِناء ونَقْضَه . اهـ . والقضاء إنفاذ المقدَّر . كما قال المناوي فالإيمان بالقَدَر رُكن من أركان الإيمان ، وفي حديث عمر رضي الله عنه وسؤال جبريل له عليه الصلاة والسلام : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . رواه مسلم . وهذه تُعرف عند العلماء بأركان الإيمان ، أو أصول الإيمان . أما القضاء فإنه لا يَدخل في أركان الإيمان . فالقَدَر يجب الإيمان به خيره وشرِّه ، حُلوه ومُرِّه ، فيؤمن المسلم بالقَدَر ، وأن الله قدّر المقادير ، ويتضمّن ذلك أربع مراتب : المرتبة الأولى : علم الرب سبحانه بالأشياء قبل كونها . المرتبة الثانية : كتابته لها قبل كونها . المرتبة الثالثة : مشيئته لها . الرابعة : خَلْقُه لها . وهذه ذَكَرها ابن القيم رحمه الله . ومما يستلزمه الإيمان بالقَدَر أن يؤمن المسلم أن الله لا يَخلُق شـرّاً محضا ، أي خالصاً ، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم . بِخِلاف المقضيّات فقد يكون فيها الشر بالنسبة للإنسان ، ولذا جاء في دعاء القنوت : وَقِنِي شَرّ ما قضيت ، فإنك تقضى ولا يقضى عليك . رواه الإمام أحمد وغيره . ومن أراد المزيد فليرجع إلى كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع " شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " . وللفائدة : هل الدعاء يرد القضاء أو يرد القدر ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=4724 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى