![]() |
هل تجوز محادثة الجِن وتسجيل كلامهم ونشره ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ونفع الله بعلمكم يوجَد مقطع صوتي فيه صوت (جني) يتحدث معه أحد الأشخاص والذي فهمته أن هذا الجني متلبِّس بامرأة وكان الشخص - وأظنه الراقي - يخاطبه ويسأله فسأله مثلاً كيف يتحصَّن الإنسان من العين ويحمي نفسه من أذى الشياطين ؟ فذكر له ذلك الجني أنه يجب أن يتحصن بأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وآية الكرسي وذكر أذكارًا صحيحة وردت في السُّنة النبوية ثم ذكر أن الشياطين أكثر تجمعها يكون في الأعراس وأنهم يؤذون أكثر ما يؤذون النساء العاريات وذكر أن في الأعراس لا يذكر الله مَن ينظر إلى امرأة غير متسترة فتقتح في جسد الفتاة المتبرجة (مَخْرَق) يمكّن الشياطين من التلبس وإيذاء تلك الفتاة وذكر أيضًا أن علامة العين هي أن المرأة المصابة ترجع من الزواج وتبقى مريضة فيها وهَن وآلام أسفل ظهرها لمدة ثلاثة أيام ، وقال أيضًا أنهم يشوهون شكلها للناظر وقال أن الذي يقرأ آية الكرسي قبل نومه يتيه مَلَك يحرسه ولا يمكّن الشياطين مِن إيذائه وقال أنهم يرون ذلك المَلَك هذا مُجمَل ما ذَكَر ، وكان المقطع عبارة عن أسئلة من الشخص ثم يجيبه الجني وسؤالي - وفقكم الله - ؟ هل يجوز التحدّث مع الجِن بهذه الطريقة والتوسّع معهم في الحديث ؟ وهل نصدّق كلام الجِن إذا كان نصيحةً مثلاً أو حث على التحصين مثلما حصل في المقطع ؟ وهل يجوز نشر هذه المقاطِع ؟ وفقكم الله ووسّع الله عليكم ورفع الله مقامكم . |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . يجوز التحدّث مع الْجِن لِفِعْل الصحابة رضي الله عنهم ، ولا يجوز التوسّع معهم في الحديث ؛ لأن الأصل في الشياطين الكذب ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة رضي الله عنه في قصة الجني في الليلة الأولى : ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا ، فرحمته ، فَخَلّيت سبيله . قال : أما إنه قد كَذَبَك وسيعود . وقال في الليلة الثانية : ما فعل أسيرك ؟ قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا ، فرحمته ، فخليت سبيله . قال : أما إنه قد كَذَبَك وسيعود . وفي الليلة الثالثة لَمّا أخبر الشيطانُ أبا هريرة رضي الله عنه بما تتضمنه آية الكرسي ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب . تَعْلَم مَن تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال : لا . قال : ذاك شيطان . رواه البخاري . وفي حديث أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه أنه سأل الجني : ما يُجيرنا منكم ؟ قال : تقرأ آية الكرسي من سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال : نعم ، قال : إذا قرأتها غدوة أُجِرْت مِنّا حتى تُمْسي ، وإذا قرأتها حين تُمْسِي أُجِرْت مِنّا حتى تُصبِح . قال أُبَيّ : فَغَدَوتُ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته بذلك فقال : صدق الخبيث . رواه النسائي في الكبرى والشاشي وابن حبان والطبراني وأبو نُعيم في " دلائل النبوة " والحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يُخَرِّجاه ، ورواه البغوي في شرح السنة . وقال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات . وصححه الألباني . وفي رواية : صَدَقَ الْخَبِيثُ وَهُوَ كَذُوب . ويجوز تصديق كلام الْجِنّ إذا كان نصيحة ، أو حثًّا على التحصين ؛ كما أخذ أبو هريرة وأُبيّ بن كعب بِما أوَصْتْ به الجنّ ، بشرط أن يكون ما أوْصَوا به مشروعا ، فإنهما لم يأخُذا بِما قالته الْجِنّ إلاّ بعد سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره . ولا يكون الأخذ حينئذٍ بِكلام الجن ابتداء بل بِما له أصل في الشرع . قال ابن الجوزي : اسْتِعْمَال الخير يَنبغي أن يَكون مَشْرُوعًا . اهـ . وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) : قوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ) حكاية قَول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين، أي : وما خالَفَكم فيه الكفار مِن أهل الكتاب والمشركين مِن أمْر الدِّين ، فقولوا لهم : حُكمه إلى الله لا إليكم ، وقد حَكَم أن الدِّين هو الإسلام لا غيره ، وأمور الشرائع إنما تتلقى مِن بيان الله . اهـ . وسبق : راقٍ يَدَّعي أن هناك من البشر مَن يسكن جسمه قبيلة من الجن ، وأنه يحاورهم ويُصَدِّقهم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12319 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 02:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى