![]() |
ما حكم اصطحاب الأطفال للمسجد وإحضارهم لأجهزة (الآي باد) ؟
فضيلة الشيخ / عبد الرحيم السحيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته س 1 / ما حكم إصطحاب الأطفال للمسجد دون سنة السابعة مع كونه يلعب ويشوش على المصلين ؟ س 2 / ما حكم إصطحاب الأطفال للمسجد ومعه اللعاب مثل جهاز الا اي باد (ipad ) أو جوال اللعب . وجزاك الله خيرا |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وحفظك الله ورعاك . لا يجوز اصطحاب الأطفال للمسجد دون سِنّ السابعة ؛ لأنه ليس مِن أهل الصلاة ، ولأنه لا يُؤمَن منه التشويش واللعب ، بل وتلويث المسجد وتنجيسه . ولو كان الأب سيذهب إلى وليمة أو مناسبة لاصطحب طفله في أبهى حُلّة ، ولَعَلَّمه الأدب وحدود التعامل مع الناس ، وأين يجلس ، وكيف يجلس ، ونحو ذلك . وكذلك لو كان سيلتحق بالمدرسة ؛ لَحرِص الأب أشد الحرص على أسباب قبوله ، وتعليمه قبل ذلك ما يَحتاج إليه . أما المساجد ؛ فيأتي الطفل بأي ملابس ، وبلا أدب ، ولا تعليم ، بل يأتي بملابس قصيرة ، وبسوء أدب مع بيوت الله ومع كبار السنّ ، وغير ذلك مما يُشعر بعدم تعظيم شعائر الله تبارك وتعالى . ومِن سوء الأدب مع بيوت الله الإتيان بأجهزة وألعاب ، فيُقلِّب الصور والمقاطِع المرئية ، وربما احتوت على مُحرَّم . وأسوأ مِن هذا : ما تراه مِن بعض الأئمة والمؤذِّنين وبعض مَن تظهر عليهم مظاهر الصلاح في المساجد ؛ مِن عبث بأجهزة الهاتف وتَقليب الصُّور والمقاطِع ، وما تتضمنه مِن صُور ذوات أرواح ، وإضاعة أنفس الأوقات بما يضرّ ولا ينفع ، فما بين الأذان والإقامة مِن الأوقات الفاضلة التي يُرجَى فيها إجابة الدعاء ، ومن انتظر الصلاة فهو في صلاة ؛ فكيف يضيع الأوقات الفاضلة بسفاسف الأمور ، بل ربما بأمور مُحرَّمة ؟ ولا يُظنّ أن هذا مبالغة ، بل رأيت مِن ذلك الكثير ، فرأيت مَن يُقلِّب برامج التواصل مِن خلال هاتفه المحمول بين الأذان والإقامة ، وآخر في انتظار صلاة الجمعة وقُبيل دخول الإمام . فأصبحت هذه الأجهزة مَلْهَاة مأثَمة ، وللأوقات مَضْيَعة ، وعن العبادات مُشغِلة . ومِن العناية بالمساجد وتعظيم شعائر الله تعالى : تنظيف المساجد حِسّيًّا ومعنويًّا . فإن تنظيف المساجد كما يكون حِسّيًّا يكون معنويا . فالتنظيف الْحِسّي مِن كل ما يُؤذي المساجِد ويُلوّثها ، ومِن كل ما يُؤذِي الْمُصلِّين ، ولذلك نُهِي الْمُصلّي عن الإتيان إلى المساجد وبه روائح كريهة ، كَروائح الثوم والبصل ، وأشدّ مِنها روائح تدخين السجائر ، وروائح العَرَق ، وغير ذلك مِن الروائح . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بَنو آدم . رواه مسلم . وهذا سبق التنبيه عليه . ومن هنا كانت عناية السلف بالمساجد : تنظيفا وتطييبا . قال محمد بن منصور : كُنّا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل [الإمام البخاري] ، فرفع إنسان مِن لِحيته قَذَاة فطرحها على الأرض ، قال : فَرَأيتُ محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس ، فلما غَفل الناس رأيته مدّ يده فَرَفَع القَذَاة مِن الأرض فأدخلها في كُمّه ، فلما خرج مِن المسجد رأيته أخرجها فَطَرَحها على الأرض . والتنظيف المعنوي مِن إدخال ما يُنافي تعظيم المساجد مِن صُور ذوات الأرواح ، وتقليب الصُّور والمقاطِع في المساجد ، وإدخال الصُّحُف والْمُجلاّت المشتملة على صور ذوات الأرواح . ومما يلتحق بذلك : التصوير في المساجد ، سواء كان التصوير مِن أجل الذكرى ، أو مِن أجل التمثيل ؛ فإنه مُشْعِر بعدم تعظيم شعائر الله ، بل ومُشْعِر بالاستخفاف بها . وقد أمَر الله بتعظيم شعائره وتطهير بيوته . قال تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) قال الشيخ الشنقيطي في تفسير هذه الآية : والتطهير هنا في قوله : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) يشمل التطهير المعنوي والحسي، فيطهره الطهارة الحِسّية مِن الأقذار ، والمعنوية مِن الشرك والمعاصي ... ويؤخذ من هذه الآية الكريمة : أنه لا يجوز أن يُتْرَك عند بيت الله الحرام قَذَر مِن الأقذار ، ولا نجس من الأنجاس المعنوية ولا الحِسّية ، فلا يُتْرَك فيه أحد يرتكب ما لا يُرضي الله ، ولا أحد يلوثه بِقَذر من النجاسات . ولا شك أن دخول المصورين في المسجد الحرام حول بيت الله الحرام بآلات التصوير يُصَوِّرُون بها الطائفين والقائمين والركع السجود - أن ذلك مُنَافٍ لَمَا أمَر الله به من تطهير بيته الحرام للطائفين والقائمين والركع السجود ، فانتهاك حرمة بيت الله بارتكاب حرمة التصوير عنده لا يجوز ؛ لأن تصوير الإنسان دَلّت الأحاديث الصحيحة على أنه حرام ، وظاهرها العموم في كل أنواع التصوير ، ولا شك أن ارتكاب أي شيء حَرّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مِن الأقذار والأنجاس المَعنوية التي يَلزم تطهير بيت الله منها . وكذلك ما يقع في المسجد مِن الكلام الْمُخِلّ بِالدِّين والتوحيد لا يجوز إقرار شيء منه ولا تركه . ونرجو الله لنا ولمن ولاّه الله أمرنا ولإخواننا المسلمين التوفيق إلى ما يرضيه في حَرَمه وسائر بلاده ، إنه قريب مجيب . اهـ . وأسوأ منه : التصوير في المقابر ، خاصة إذا صاحب ذلك غفلة وعدم احترام لأموات المسلمين ، فالمقابر مَحَل العِبر والعِظات ، وكان السلف يبكون عند ذِكْر القبر ، وهؤلاء يَلْهُون وربما يَضحكون عند القبور ! كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وَقف على قبر بكى حتى يبل لحيته ، فيقال له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فيقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن : القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيت منظرا إلاّ والقبر أفظع منه . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ، وحسّنه الألباني ، وصححه الأرنؤوط . وسبق الجواب عن : الأطفال والعبث واللعب في المساجد http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6614 اصطحاب الأطفال دون سنّ السابعة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=33 أذيّـة المصلِّين ( تصرفات وأصوات ) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6618 هل يجوز إحضار الأطفال للمساجد وهم دون سن السابعة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15793 صحة حديث : " جَنِّبُوا مساجدكم أطفالكم وسفهاءكم " http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=365 خذوا زينتكم .. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7705 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 01:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى