![]() |
هل كل أهل الجنة على صـورة أبيهم آدم عليه السلام ..؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ضاعف الله ثوابكم بغير حساب شيخنا الفاضل -عبد الرحمن السحيم - وجزاكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء .. سؤالي بارك الله فيكم هو:.. هل هناك اختلاف في ملامح أهل الجنة بحسب أعمالهم وهل كلهم على صورة آدم عليه السلام ام أن هناك من هو دون ذلك لأني سمعت من أحد المشايخ بأن في الجنة من يكون على صورة يوسف عليه السلام وبالنسبة لما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعا قال بن أبي شيبة على خلق رجل وقال أبو كريب على خلق رجل وقال بن أبي شيبة على صورة أبيهم فهل المقصود في الحديث هو نور الوجه أم اختلاف الملامح بالكامل بين اول زمرة وآخر زمرة كأن تكون الزمرة الاولى على صورة آدم عليه السلام ثم التي تليها على صورة يوسف عليه السلام وهكـذا .. http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الحديث الذي ذكرته مُخرّج في الصحيحين . وفي رواية لمسلم : إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً ، لا يَبُولُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتْفُلُونَ ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ ، وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ ، أَخْلاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ . قال الإمام مسلم : قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ . وقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ : عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ . وقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ . فاخْتُلِف في لفظ " خلق " هل هي بالضّم ، فتكون مِن الأخلاق ، أو بالفتح ، فتكون مِن الْخِلْقَة ؟ قال الإمام النووي : قد ذَكَر مُسلم فى الكتاب اختلاف ابن أبى شيبة وأبى كريب فى ضبطه ، فإن ابن أبى شيبة يَرويه بِضمّ الخاء واللام ، وأبو كريب بِفَتح الخاء وإسكان اللام ، وكلاهما صحيح ، وقد اخْتَلَف فيه رُواة صحيح البخاري ، ويُرَجِّح الضمّ بِقَوله في الحديث الآخر : " لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قُلوبهم قلب واحد " ، وقد يُرَجَّح الفَتح بِقَوله صلى الله عليه وسلم فى تمام الحديث : " على صورة أبيهم آدم - أو - على طُولِه " . اهـ . وقال الحافظ العراقي : فيه دليل على دخول أهل الجنة إليها جماعة بعد جماعة ، وقد صرح به في قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) ، وذلك بِحَسب الفَضل ، وتَفَاوت الدَّرَجات ؛ فَمَن كان أفضل كان إلى الجنة أسبق ، وأول من يدخل الجنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي الحديث الصحيح : آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح ، فيقول الخازِن : مَن أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بِكَ أُمِرْت أن لا أفْتَح لأحَدٍ قَبلك . وقال : قوله : " على صُورة القَمَر " أي : على صِفَته ، أي إنهم في إشْرَاق وُجوههم على صِفَة القَمَر لَيلة تَمَامه وكَمَاله ، وهي ليلة أربع عشرة ، وبذلك سُمِّي القَمَر بَدْرًا في تلك الليلة . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 06:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى