![]() |
ما حكم من يتهم شخصًا بأنه يعتقد في بعض المجسمات اعتقادات شركية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س / ماحكم من يتهم شخص بأنه يعتقد في بعض المجسمات بعض الاعتقدات الشركية ؟ مثل مجسمات الفراعنه وغيرها |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا لا يجوز الْحُكم على الأشخاص إلاّ إذا وُجِدَت قرينة تَدلّ على ذلك ؛ كأن يكون يَقتني تلك المجسمات ، ويُبالغ في حفظها ورفعها ، ونحو ذلك . ونحن مأمورون بِهدم التماثيل وإتلافها ، ولا يجوز الاحتفاظ بالتماثيل ، ولو كانت تماثيل حيوانات . والصحابة رضي الله عنهما قالوا عن مالك بن الدخشم : منافق . وإنما قالوا ذلك لَمّا رأوا فيه مِن نوع معاشرة ومودة للمنافقين . فقد اجتمع الصحابة رضي الله عنهم في بيت عِتبان بن مالك رضي الله عنه ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق ، لا يحب الله ورسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَقُل له ذلك ، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله ، يُريد بذلك وجه الله . فقالوا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنما نَرى وجهه ونصيحته للمنافقين . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار مَن قال لا إله إلا الله ، يبتغى بذلك وَجه الله . رواه البخاري ومسلم . فالصحابة رضي الله عنهم عَمِلوا بالقرينة ، وهي كون وجهه ونصيحته للمنافقين . والعمل بالقرائن معروف عند الفقهاء ، حتى في الدماء . ويُعمَل في الشريعة بِغلبة الظن . قال القرطبي : للظن حالتان : حالة تُعرف وتَقوى بِوَجْه مِن وجوه الأدلة فيجوز الحكم بها ، وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة الظن ، كالقياس وخبر الواحد وغير ذلك مِن قِيم الْمُتْلَفَات وأُرُوش الجنايات. والحالة الثانية : أن يقع في النفس شيء مِن غير دلالة فلا يكون ذلك أولى مِن ضده ، فهذا هو الشك ، فلا يجوز الحكم به ، وهو المنهي عنه . وقال : الظن في الشريعة قسمان : محمود ومذموم . فالمحمود منه ما سَلِم معه دين الظان والمظنون به عند بلوغه . والمذموم ضده ، بدلالة قوله تعالى : (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ... وأكثر العلماء على أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز ، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح ، قاله المهدوي . اهـ . ومع ذلك : فالسلامة لا يَعدِلها شيء ، فلن يُسأل الإنسان لِم لَمْ يَحكم على الناس ، لكنه سوف يُسأل : لِمَ حَكَم على الناس ؟! والنبي صلى الله عليه وسلم قال : إني لم أؤمَر أن أُنَقِّب قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم . رواه البخاري ومسلم . وكان الإمام الشافعي يقول : إذا تَكلّمت فيما لا يَعنيك مَلَكَتْك الكَلِمَة ، ولَم تَمْلِكها . وسبق الجواب عن : نصيحة للمُغتابين والنمّامِين وكثيري اللغو http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7909 حكم بيع الآثار الفرعونية وزيارة المتاحف http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3105 أعمل تاجرا ، وتجارتي في بيع منتجات خان الخليلي المصرية .. فما حكم المبيعات ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7731 ما حكم الصلاة في مكان به حيوانات مُحَنطة ؟ وحُكم اقتناء الحيوانات الْمُحَنّطة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7797 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 01:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى