![]() |
قول:اتقوا الله وراقبوه في السر والعلن
قول : اتقوا الله وراقبوه في السر والعلن جائز أم محرم ؟؟ أفيدونا مأجورين http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ يجوز قول ذلك كله ، ولا حرج فيه . فَتَقوى الله في السِّر والعَلَن مطلوبة . والآيات التي أُمِر فيها بالتقوى كثيرة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُذَكّر بالتقوى في خُطَبَه ، وفي خُطبة الحاجة كان يقرأ ثلاث آيات فيها الأمر بالتقوى ، أولها : قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، وثانيها : قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ، وثالثها : قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) . ومُراقبة الله في السِّر والعَلَن مطلوبة أيضا ، وقد أثنى الله على الذين يخشونه بالغيب ، فقال : (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) ، وقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) . وذمّ المنافقين الذي يُراقبونه في العَلانية دُون السِّرّ ، فقال : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فَسَاد أعمال أقوام جَعلوا الله أهون الناظرين إليهم ، وذلك لأنهم إذا خَلَوا بِما حَرَّم الله انتهكوا حُرُمات الله وعَصَوه ، فقال عليه الصلاة والسلام : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا ، قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلـِّـهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها . يعني إذا خلوا بما حرّم الله انتهكوا حُرمات الله وتجرءوا على الله . فقوله عليه الصلاة والسلام : إذا خلوا بمحارم الله . يدل على الكثرة والاستمرار . والمقصود بقولهم : رَاقِبُوا الله ، أي : اجعلوه عليكم رقيبا ، وهذا معنى قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) . وعَقَد ابن القيم رحمه الله في كِتابه " مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين " مَنْزِلة المراقبة . فمن أراد الاستزادة فليُراجِع تلك المسألة في الكتاب المذكور . والله تعالى أعلم . فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:39 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى