هل يجوز أن تُنكِر المرأة على الرَّجُل ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله
أريد أن أسأل إن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المرأة للرجل مثل إن كنت وأنا فتاة أركب في تاكسي فهل يجب علي أن أطلب من السائق أن يطفئ الأغاني ؟
وإن لم يستجب فما علي فعله ؟ وهل الرجل كالمرأة في هذا ؟

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : ركوب الفتاة وحدها في سيارة أجرة هذا وحده مُنكَر ، فكيف إذا اجتمع إليه مُنكَر آخر ؟
فلا يَجوز للفتاة أن تركب وحدها في سيارة أجرة ، وإن كان ذلك داخل البلد ، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم . رواه البخاري ومسلم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما . رواه الإمام أحمد .
قال شيخنا العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله : ركوب المرأة مع السائق وحدها لا يجوز ؛ لأنه مِن الخلوة ، ولو كان يذهب بها مِن مكان إلى مكان ؛ لأن هذا يُعْتَبَر خَلْوة ، وفي إمكانه الذهاب بها حيث يشاء ، وفي إمكانه التحدّث معها فيما يريد ، فلا يجوز لها أن تذهب مع السائق وحدها ، بل يجب أن يكون معهم ثالث أخوها أو أختها أو أمها أو غير ذلك ، يكون معهم ثالث حتى تزول الخلوة .
بل منع الشيخ رحمه الله مِن الخلوة بالسائق ولو لِفترة قصيرة جدا !
قال رحمه الله : الواجب على المؤمنة عدم الخلوة بالرجل الأجنبي لا في السيارة ولا في غيرها ، ولا شك أن جلوس المرأة مع الرجل خمس دقائق أو أقل أو أكثر وحدهما خَلوة . اهـ .
ويقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه المسألة : ركوبها مع السائق وحدها مُحَرَّم ، لأنه لا يجوز للمرأة أن تَخلو بِرَجُل غير مَحْرَم لها في السيارة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يخلون رجل بامرأة " ، وهذا النهي عام ، أما السَّفَر فلا تُسافر المرأة بلا مَحْرَم ، ولو كان معها غيرها . فهنا أمْرَان : خَلوة ، وهي حَرَام في الحضر والسفر، وسَفر وهو حَرام إلاَّ بِمَحْرَم . اهـ

ثانياً : النساء شقائق الرِّجال في إنكار المنكر إلا إذا كانت الفتاة تخشى على نفسها الفتنة .
أما عموم النساء فيجوز لهن الإنكار على الرِّجال ، فقد روى مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه ، فلعنه ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته ، فقالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .

فهذا من إنكار المرأة على الرِّجال بل على الأمراء !

وسبقت الإشارة إلى هذه المسألة هنا :
لا آجركِ الله ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6455

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض