![]() |
ما هي الأمور التي تجعل الزواج مباركا ، وما هي حقوق الزوج على زوجته ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص يسأل: شيخنا الفاضل ماهي الأمور التي تجعل من الزواج مباركا والزوج سعيدا وراضي بزوجته وماهي حقوق الزوج عليها ؟ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . مِن حقوق الزوج على زوجته : أن تُطيعه بالمعروف ، ولا تُخالِفه في نفسها ولا في مالِه ، وتحفظه في غيبته . فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النِّسَاءِ خَيْر ؟ قَالَ : الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وهو حديث حسن ، وقد حسنه الألباني . وأن تتجمّل له ، ولا تمتنع مِنه تلبية لِرغباته المشروعة ، لِـتُعفّه عن النظر إلى النساء . رَوى الإمام مسلم من حديث جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ . وَرَوى الإمام الدارمي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، قَال: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ ، فَأَتَى سَوْدَةَ وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا ، وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ ، فَأَخْلَيْنَهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا . وفي الحديث : أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دَخَلَتِ الجنة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبِق حتى يَرجِع ، وامرأة باتَت وزَوجها عليها ساخِط ، وإمام قَوم وهُم له كارِهون . رواه ابن أبي شيبة والترمذي ، وحسّنه الألباني . وأن تعرِف المرأة قَدْر زوجها ؛ فهو جنّتها ونارها ، كما قال عليه الصلاة والسلام . وأن تُقدِّره وتحترمه ؛ فقد كانت نساء السلف يُبالِغن في ذلك . قالت امرأة سعيد بن المسيب : ما كنا نُكلّم أزواجنا إلاّ كما تُكلّموا أمراءكم : أصلحك الله ، عافاك الله . رواه أبو نعيم في " الْحِلْيَة " . وقالت أم الدرداء عن أبي الدرداء : حدثني (سيّدي) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من دعا لأخيه بظهر الغيب ، قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل . رواه مسلم . وما ذلك إلاّ لِمعرفة المرأة العاقلة أن حقّ الزوج عليها أعظم من حقّ والِديها . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا ، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَب . اهـ . وأن تسأل المرأة النساءَ العاقلات وذوات الخبرة عن طُرُق معاملة الزوج وحُسْن الـتَّبَعُّل وكَرَم معاشرته ، وتبتعد عن نصائح الحمقاوات ! وتَنظر ما يُحبّ زوجها ، فتفعله ، وما يَكْرَه ، فتجتنبه ، وكل ذلك بالمعروف . وأن تتعاهَد موضِع سَمِعه وبصَرِه وأنفه ، كما أوْصَت المرأة الأعرابية ابنتَها المتزوِّجة حديثا ، فقالت : أيْ بُنَيَّة ! إِنَّك فَارَقْتِ بَيْتك الَّذِي مِنْهُ خَرَجْتِ ، وعِشّك الَّذِي فِيهِ دَرَجْت إِلَى رجل لم تَعرفيه ، وقَرِين لم تألَفِيه ، فَكُوني لَهُ أمَة يكن لَك عبدا ، واحفظي لَهُ خِصَالا عشرا تكن لَك ذخْرا : أما الأولى وَالثَّانيَة ؛ فالخضوع لَهُ بالقناعة ، وَحسن السّمع لَهُ وَالطَّاعَة . وَأما الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة ؛ فَالتَّفَقُّد لِمَواضِع عَيْنَيْهِ وَأَنْفه ، فَلا تقع عينه مِنْك على قَبِيح ، وَلا يشم إِلاَّ أطيب ريح . وَأما الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة ؛ فَالتَّفَقُّد لِوَقْت مَنَامه وَطَعَامه ، فَإِن حرارة الْجُوع مَلْهَبة ، وتنغيص النّوم مَغْضبة . وَأما السَّابِعَة وَالثَّامِنَة ؛ فالاحتفاظ بِمَالِه ، والإرعاء على حشمه وَعِيَاله ، وملاك الأَمر فِي المَال : حُسْن التَّدْبِير ، وَفِي الْعِيَال : حُسْن التَّقْدِير. وَأما التَّاسِعَة والعاشرة ؛ فَلا تعصِين لَهُ أمرا ، وَلا تفشي لَهُ سرا ؛ فَإنَّك إِن خَالَفْتِ أمْرَه أوْغَرْتِ صَدره ، وَإِن أفشيت سِرّه لم تأمني غَدره . ثمَّ إياك والفَرَح بَين يَدَيْهِ إِن كَانَ مُهْتَما ، والكآبة بَين يَدَيْهِ إِن كَانَ فَرِحا . وكُونِي أشَدّ ما تَكُونِين له إعظَاما يَكُن أشَدّ ما يكون لك إكْرَاما ، وأشَدّ ما تَكُونِين له مُوَافَقة يَكُن أطْول ما تَكُونِين له مَرَافَقَة . واعْلَمِي : أنك لاَ تَصْلِين إلى ما تُحِبّين حتى تُؤْثِرِي رِضَاه على رِضَاك ، وهَوَاه على هَوَاك ، فيما أحْبَبْتِ وكَرِهْتِ . اهـ . وهذا : هو لُبّ الوَصِيّة ، وسِرّ السعادة الزوجيّة . وفي السُّنّة النبويّة : أَلا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ الْوَدُودُ ، الْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إذا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ تَقُولُ : وَاللهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى . رواه النسائي في " الكبرى " . ورأس مال الحياة : طاعة الله ، فاحرصي على تقوى الله في حياتك الزوجية ، وأن يكون أساسها : رِضا الله . وإياك أن تُقدِّمي رِضا أحَد على حساب رِضا الله . فمَن أرضَى الله رضِي الله عنه وأرضَى عنه الناس ، ومَن أسْخَط الله سَخِط الله عليه واسْخَط عليه الناس . لا تعْصِين الله مِن أجل زوجك . لا تَعصِين الله معه ، ولا تَعصِين الله له ، ولا تَعصِين الله فيه . وتذكري : أن المرأة التي لا تستحضر أن حُسن تبعّلها لِزوجها وقيامها بشؤونه ومُراعاة مَحابِّه : أنه عِبادة وقُربة وطاعة لله تعالى ؛ تَكْـثُر مِشكلاتها الزوجية . وأن حُسْن تَبعّل المرأة وكَرَم مَعشَرِها وخِدمتها لِزَوجها ليس عَيْبا ، فقد كانت أمهات المؤمنين يَخْدِمْن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُنَّا نُعِدُّ لَه سِوَاكَه وَطَهُورَه . رواه مسلم . وأن مِن حَصَافة المرأة أن تقرأ قَسَمات وَجْه زوجها ، ولو لم يتكلَّم . قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فَعَرَفْتُ في وَجْهه الكَرَاهِية . رواه البخاري ومسلم . وأن تبتعد عن المقارَنات بَيْن زوجها وبَيْن غيره ، فَلِكُلّ إنسان ظروفه وطبيعته وشخصيته واهتماماته وتوجّهاته . وعليك بالدعاء عند كل أمْرِ ، ولو كان يسيرا ، فما لم يُيسِّره الله ، لا يتيسّر . وسبق : ما حكم امتناع الزوجة عن المعاشرة بسبب التعب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18912 هل المنكرات والإسراف في الأفراح سبب لعدم التوفيق بين الزوجين ؟ http://saaid.net/Doat/assuhaim/248.htm لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحدّ ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040 هل أقدم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739 هل صحيح أنّ خِدمة المرأة لزوجها غير واجبة شرعا ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1730 ما النصائح التي من الممكن أن تفيدني بإذن الله في الحياة الزوجية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6936 امرأة تسأل : هل عدم توفيقها في الزواج قضاء وقدَر ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18916 هل طاعة الزوج واجبة في كل شيء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14771 أخشى أن تكون عبادتى ليست خالصة لوجه الله http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3724 أذاتُ زوج ... إذاً هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6410 إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغْتَنِمْها http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2052 وبالله تعالى التوفيق . جمادى الأولى - 1434 هـ |
الساعة الآن 04:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى