![]() |
هل ما ذُكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) صحيح ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ هل ماذكر صحيح عن عمر بن الخطاب ؟ هذا عمر يخطب ويقول: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) فيقول رجل أعرابي:ما الأب يا أمير المؤمنين؟! فقال عمر:أفي المسجد من يجيب؟ فهذه فتيا ليست مهمته، إنما مهمته إمارة المؤمنين، فقال رجل: يا أمير المؤمنين! ,,الأب,,: ما تأكله الأنعام، أو ما قرأت بعدها (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ) ... فالفاكهة لنا,, والأب,, لأنعامنا، فتدمع عين عمر ويقول: كل الناس أفقه منك يا ابن الخطاب! http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ما ذُكِر غير صحيح بهذا اللفظ . والذي صحّ بِلفظ آخـر . قال ابن كثير : وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي قَالَ : سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) ، فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ قلتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لا أَعْلَمُ ؟ وهذا مُنْقَطِعٌ بين إبراهيم التيمي والصديق رضي الله عنه . فَأَمَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فَلَمَّا أَتَيَ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ : (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) قَالَ : عَرَفْنَا مَا الْفَاكِهَةُ ، فَمَا الأَبُّ ؟ فَقَالَ : لَعَمْرُكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ . فَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ أَنَسٍ بِهِ . وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ شَكْلَهُ وَجِنْسَهُ وَعَيْنَهُ وَإِلاّ فَهُوَ - وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ - يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ لِقَوْلِهِ : (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) . وقال ابن كثير في المقدِّمة : وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ شَكْلَهُ وَجِنْسَهُ وَعَيْنَهُ ، وَإِلاّ فَهُوَ وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ ، وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّمَا أَرَادَا اسْتِكْشَافَ عِلْمِ كَيْفِيَّةِ الأَبِّ ، وَإِلاَّ فَكَوْنُهُ نَبْتًا مِنَ الأَرْضِ ظَاهِرٌ لا يُجْهَلُ ، لِقَوْلِهِ : (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا) الآيَةَ . وأما قول : (فهذه فتيا ليست مهمته ، إنما مهمته إمارة المؤمنين)، فهذا غير صحيح ، فإن عمر رضيَ اللّهُ عنه كان يُفتِي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن زمان خلافته ، بل عُدّ مِن أعلم الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم . قال ابن القيم : وَاَلَّذِينَ حُفِظَتْ عَنْهُمْ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةٌ وَنَيِّفٌ وَثَلاثُونَ نَفْسًا ، مَا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، وَكَانَ الْمُكْثِرُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ . وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ : وَيُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ مِنْ فَتْوَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِفْرٌ ضَخْمٌ . ونَقَل ابن القيم عن الشَّعْبِيّ قوله : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالْوَثِيقَةِ فِي الْقَضَاءِ فَيَأْخُذْ بِقَوْلِ عُمَرَ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : إذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ فَانْظُرُوا مَا صَنَعَ عُمَرُ ، فَخُذُوا بِهِ . وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : مَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَقَالَ أَيْضًا : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ : لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا وَسَلَكَ عُمَرُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْت وَادِي عُمَرَ وَشِعْبَهُ . وَقَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ : دُفِعت إلَى عُمَرَ فَإِذَا الْفُقَهَاءُ عِنْدَهُ مِثْلُ الصِّبْيَانِ ، قَدْ اسْتَعْلَى عَلَيْهِمْ فِي فِقْهِهِ وَعِلْمِهِ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ مَعْرُوفُونَ حَرَّرُوا فُتْيَاهُ وَمَذَاهِبَهُ فِي الْفِقْهِ غَيْرَ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَكَانَ يَتْرُكُ مَذْهَبَهُ وَقَوْلَهُ لِقَوْلِ عُمَرَ ، وَكَانَ لا يَكَادُ يُخَالِفُهُ فِي شَيْءٍ مِنْ مَذَاهِبِهِ ، وَيَرْجِعُ مِنْ قَوْلِهِ إلَى قَوْلِهِ . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَقْنُتُ ، وَقَالَ : وَلَوْ قَنَتَ عُمَرُ لَقَنَتَ عَبْدُ اللَّهِ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 01:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى