منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم المحرمـات والمنهيات (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=30)
-   -   هل يجوز وصف الغير مسلمة بأختي وأختي الكريمة والغالية و اختاااه ...؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13629)

راجية العفو 06-09-2015 04:05 PM

هل يجوز وصف الغير مسلمة بأختي وأختي الكريمة والغالية و اختاااه ...؟
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا وفي علمكم اللهم آمين

عندي سؤال فضيلة الشيخ بارك الله فيكم :سجلت في منتدى لي حوارات الأديان وبأتابع المناظرات هناك وبفضل الله اشعر أني إيمانيا أزيد ولله الحمد ،لكن في احدى المناظرات الأخ المحاور يتحدث مع العضوه النصرانيه يقول لها مرة أختي الغالية ،ومرة أختي الكريمة ،ومرات يا اختاااااه !كل ما دخلت الموضوع يضيق صدري مما يصف به هذه النصرانيه ،هل يجوز شرعا أن يصف الأخ الفاضل غير المسلمة بأختي أو أختي الكريمة أو اختاااه ...بأي حال من الأحوال ؟وهل هذا مخالف لعقيدة الولاء والبراء حتى لو كانت الأخت قريبه من الإسلام؟ وأردت أن أسأل عن الحكم الشرعي لهذا -خاصة لم أرى تعقيب من الإدارة لهذا-ولأني شعرت أني متنطعه في الدين ويجب عليا السكوت ،والله المستعان ،

وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم .

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يجوز وصْف غير المسلم بِوصْف الأخوّة ؛ فلا يُقال لغير المسلم : أخي ، ولا أختي ، فضلا عن أن يُقال : أخي الغالي ، أو أختي الغالية ! لأن الأخوّة محصورة فيما بين المؤمنين ، كما في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) . و " إنما " تقتضي الحصر .
قال البغوي في تفسيره : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) فِي الدِّينِ وَالْوِلايَةِ .
وقال القرطبي في تفسيره : قَوْلُهُ تَعَالَى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ، أَيْ : فِي الدِّينِ وَالْحُرْمَةِ لا فِي النَّسَبِ . وَلِهَذَا قِيلَ : أُخُوَّةُ الدِّينِ أَثْبَتُ مِنْ أُخُوَّةِ النَّسَبِ ، فَإِنَّ أُخوّة النسب تنقطع بمخالفة الدِّين ، وَأُخُوَّةَ الدِّينِ لا تَنْقَطِعُ بِمُخَالَفَةِ النَّسَبِ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَحَاسَدُوا ، وَلا تَبَاغَضُوا ، وَلا تَجَسَّسُوا ، وَلا تَحَسَّسُوا ، وَلا تَنَاجَشُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . اهـ .

وقال شيخنا الشيخ ابن بـاز رحمه الله : الكافِر ليس أخًا للمُسْلِم ، والله يقول : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم " ، فليس الكافر - يهوديا أو نصرانيا أو وثنيا أو مجوسيا أو شيوعيا أو غيرهم - ليس أخًا للمسلم ، ولا يجوز اتخاذه صاحبا وصديقا ...
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله ، ولكن لا يُؤذيهم ولا يضرهم ولا يتعدّى عليهم بغير حق ، لكن لا يتخذهم أصحابا ولا أخدانا، ومتى صادف أن أكل معهم في وليمة عامة أو طعام عارض من غير صحبة ولا ولاية ولا مودة فلا بأس . اهـ .

وسُئل شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
عن حكم قول : أخي لغير المسلم ؟ وكذلك قول : صديق ورفيق ؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة ؟
فأجاب رحمه الله : أما قول : "يا أخي" لغير المسلم ، فهذا حـرام ، ولا يجوز إلا أن يكون أخًا له مِن النسب أو الرضاع ، وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع لم يبق إلاّ أخوّة الدِّين، والكافر ليس أخًا للمؤمن في دِينه ، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) .
وأما قول : "صديق ، رفيق" ونحوهما ، فإذا كانت كلمة عابرة يُقْصَد بها نداء مَن جَهِل اسمه منهم، فهذا لا بأس به ، وإن قصد بها معناها توددا وتقرّبًا منهم ، فقد قال الله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) . فَكُلّ كلمات التلطف التي يقصد بها الموادة ، لا يجوز للمؤمن أن يُخَاطِب بها أحدا مِن الكفار .
وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم ، لا يجوز كما علمت مِن الآية الكريمة . اهـ .

وسُئل رحمه الله :
عن وصف الكافر بأنه أخ ؟
فأجاب رحمه الله : لا يَحِلّ للمسلم أن يَصِف الكافر- أيا كان نوع كفره ؛ سواء كان نصرانيا، أم يهوديا، أم مجوسيا، أم ملحدا - لا يجوز له أن يَصِفه بالأخ أبدا . فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير ، فإنه لا أخوّة بين المسلمين وبين الكفار أبَدًا ، الأخوة هي الأخوة الإيمانية كما قال الله عز وجل : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) . وإذا كانت قرابة النسب تنتفي باختلاف الدِّين ، فكيف تثبت الأخوة مع اختلاف الدِّين وعدم القرابة ؟ قال الله عز وجل عن نوح وابنه لَمَّا قال نوح عليه الصلاة والسلام : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) .
فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبدا . اهـ .

وسبق :
هل يجوز أن يقول المسلم للنصراني: (يا أخي) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12879

قول الرَّجُل للمرأة أختي الغالية ونحوها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1585
والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



الساعة الآن 09:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى