منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   هل ترديد القصائد التي فيها بلاء يكون مِن (البلاء الموكَل بالمَنْطِق) ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13643)

نسمات الفجر 09-09-2015 01:34 PM

هل ترديد القصائد التي فيها بلاء يكون مِن (البلاء الموكَل بالمَنْطِق) ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
أحيانًا يحفظ بعض الناس قصائد ويرددها ، ثم يرى نفسه بعد فترة أُبتلي بنفْس ما كان يردده مِن كلمات القصائد
وهو إنما يرددها لإعجابه بالكلمات أو أعجبه لحن القصيدة لمّا أُنشدت ولُحّنت

وإحداهنّ تقول لا أذكر أني حفظت قصيدة مُلحّنة ورددتها إلا أصابني بالضبط ما قيل في القصيدة

فهل يُمكِن أن يدخُل هذا في باب ( البلاء الموكَل بالمَنْطِق) ؟

جزاكم الله عنا خير الجزاء ورزقكم البِرّ والإحسان وحُسن العاقبة في كل الأمور وآتاك مِن الخير ما سألت وما لم تسأل .

عبد الرحمن السحيم 13-09-2015 11:48 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يُمكن أن يَدخل ذلك في باب البلاء مُوكَل بالْمَنْطِق ، خاصة إذا كان فيها كُفْران النِّعَم ، أو جُحود فضل ، وأصبح الإنسان يُرددها وكأنه يعيش الأجواء التي قِيلَت فيه تلك الأبيات .

وبعض القصائد يُلمَس فيها الجحود والنكران ، وكُفران النِّعَم ، خاصة إذا كانت قِيلَت في إثر مُصيبة ، أو فاجعة ، أو حادثة مُعيّنة .

فإذا كَرَّرها أحد ، وتخيّل مواقف مُعيّنة ، كالذي يتقمّص دور الحزن والفقر والفجيعة ، وهو في خير وعافية وسِتر ؛ فلا يَبعُد أن يَقَع فيما قال وَرَدّد .

ولكن ذلك ليس دائما ولا على إطلاقه .

وكذلك الشماتة بالآخرين .

يُروى أنه اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد ، فَحَضَرت صلاة يُجهر فيها ، فقدّموا الكسائي يُصلّي ، فأرتُجّ عليه قوله : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ)
فلمّا سلّم قال اليزيدي : قارئ أهل الكوفة يرتَجّ عليه (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ؟
فحضرت صلاة يُجهر فيها ، فَقَدَّموا اليزيدي ، فأرتُجّ عليه في سورة " الْحَمْد " ، فلما سلَّم قال :
احفظ لسانك لا تقول فتُبْتَلَى *** إن البلاء مُوكّل بالمنطق

وقال شيخنا العثيمين في تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا) :
ومِن فوائد الآية : أن البلاء مُوكل بالمنطق ؛ لأنه قال لهم : (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا) ، فكان ما تَوقّعه نَبِيّهم واقِعا ؛ فإنهم لَمَّا كُتب عليهم القتال تَوَلّوا . اهـ .

وبَلَغني أن رجلا عاد إلى بيته مِن عَمله مُبكِّرا على غير عادته ، فسألته زوجته عن سبب رجوعه مُبكِّرا ، فقال : أتيت لأموت ! فدخل ونام ، فلما جاءت زوجته لتوقظه ، وجدته ميّتا .

والقصص في هذا الباب كثيرة مشهورة .

وبالله تعالى التوفيق .


الساعة الآن 02:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى