![]() |
ما حُـكم الامتناع عن التداوي ؟
هل ياثم المسلم المريض بالبواسير اذا امتنع عن اجراء العملية الجراحية علما بان هذا المرض قد يتسبب في هلاكه ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : إذا بَلَغ الأمر إلى أن ترك التداوي يُفضي به إلى الهلاك ، فإنه يَجب عليه أن يَتَدَاوى ، ويأثم في ترك التداوي في هذه الحالة ، خاصة إذا تيقّن أن تَرْك التداوي يسبب له الهلاك ، أما مع وجود الظنّ ، أو الشك ؛ فلا يجب عليه أن يتداوى . قال عليه الصلاة والسلام : إن الله أنزل الداء والدواء ، وجَعَلَ لكل داء دواء ، فتداووا ولا تداووا بحرام . رواه أبو داود . ويشهد له حديث أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله خلق الداء والدواء فتداووا ، ولا تتداووا بحرام . رواه الطبراني ، وصححه الألباني . ولَمّا سُئل عليه الصلاة والسلام : أَنَتَدَاوَى ؟ قَالَ : تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً ، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ . رواه الإمام أحمد وابو داود . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ، وهو شاهِد لِمَا قَبْلَه . واخْتُلِف في مسألة التداوي : هل هو واجب أو ليس بِواجب ؟ والقول الفصل في هذه المسألة أنه يجوز ترك التداوي لِمن لا يجزع ، وعرف من نفسه الصبر والاحتساب . وفي الصحيحين قصة المرأة التي تُصرع ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خيَّرَها بين أن يدعو لها فتُشفَى ، وبين أن تصبر ولها الجنة ، فاختارت الصبر على المرض ولها الجنة . قال ابن حجر في شرح الحديث : وفيه دليل على جواز ترك التداوي . اهـ . قال ابن عبد البر : والذي أقول به : أنه قد كان مِن خيار هذه الأمة وسلفها وعلمائها قوم يصبرون على الأمراض حتى يكشفها الله ، ومعهم الأطباء ، فلم يُعابوا بِترك المعالجة ، ولو كانت المعالجة سنة مِن السنن الواجبة لكان الذم قد لحق مَن تَرك الاسترقاء والتداوي .. ولكان أهل البادية والمواضع النائية عن الأطباء قد دخل عليهم النقص في دينهم ؛ لِتَركهم ذلك ، وإنما التداوي - والله أعلم - إباحة على ما قدمنا لِمَيْل النفوس إليه وسكونها نحوه .. لا أنه سنة ولا أنه واجب ، ولا أن العلم بذلك علم موثوق به لا يخالف بل هو خَطَر وتجربة موقوفة على القدر . والله نسأله العصمة والتوفيق . وعلى إباحة التداوي والاسترقاء جمهور العلماء . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التداوي فليس بواجب عند جماهير الأئمة ، وإنما أوجبه طائفة قليلة ، كما قاله بعض أصحاب الشافعي وأحمد ، بل قد تنازع العلماء أيما أفضل التداوي أم الصبر ؟ للحديث الصحيح ، حديث ابن عباس عن الجارية التي كانت تُصْرَع وسألتِ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها ، فقال : إن أحببت أن تَصْبِري ولكِ الجنة ، وإن أحببتِ دَعوتُ الله أن يَشفيك . فقالت : بل أصْبِر ، ولكني أتَكَشَّف ، فادْعُ الله لي أن لا أتَكَشَّف . فَدَعا لها أن لا تَتَكَشَّف . ولأنَّ خَلْقًا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون ، بل فيهم من اختار المرض كأُبَيّ بن كعب وأبي ذر ، ومع هذا فلم يُنْكَر عليهم ترك التداوي . اهـ . وقد تَرَك التداوي بعض سلف هذه الأمة ، ولم يُعابُوا بِتَركِه . وأما البواسير على وجه الخصوص فهي ليست من الأمراض الخطيرة ، ولا يبلغ الأمر بصاحبها إلى الهلاك ! وهنا : حكم من رفض إجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=601 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى