![]() |
ما حكم قراءة بعض الآيات بطريقة الصُّراخ وتكرارها أكثر مِن مرة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ورفع الله مقامكم ما حُـكم قراءة بعض الأئمة أو الوعّاظ للقرآن الكريم بطريقة رفع الصوت كأنه صُراخ ؟ أو ترديد الآيات مع رفع الصوت كالصُراخ ، خاصةً في آيات الوعيد أو العذاب ؟ وهل يأثَم مَن يُغلِق الصوت عندما يسمع القراءة بهذا الشكل ؟ شكر الله لكم فضيلة الشيخ ورفع الله قَـدركم وأعانكم ورضي الله عنكم وبلّغكم الله كل رجاء في عفوٍ وعافية وسِتر . |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الأصل قراءة القرآن بِخشوع وسَكينة ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) . قال عبد الأعلى التيمي : مَن أُوتى مِن العِلم ما لا يُبكيه ، فليس بِخَلِيق أن يكون أُوتى عِلْما يَنفعه ؛ لأن الله تعالى نَعَت العلماء فقال : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا) . وقال الله تعالى عن أنبيائه : (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) . قال ابن كثير : أي : إذا سَمِعوا كلام الله المتضمن حُجَجه ودلائله وبراهينه ، سجدوا لربهم خضوعا واستكانة وحمدا وشكرا على ما هُم فيه مِن النعم العظيمة . اهـ . وهَدْي السَّلَف أكمل هَدْي ، وطريقتهم أحسن طريقة . سئلت عائشة عمّن يُصْعَق عند قراءة القرآن ؟ فقالت : القرآن أكرم من أن تَنْزف عنه عقول الرجال ، ولكنه كما قال الله : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) . وفي رواية : القرآن أكرم مِن أن يُزيل عقول الرّجال . أمّا الصُّراخ والتمطيط في القراءة ، فهو مِن بِدَع القُرّاء . قال النووي : ويُستحبّ تحسين الصوت بالقراءة وتَزيينها ما لم يَخرج عن حدّ القراءة بالتمطيط ، فإن أفرط حتى زاد حرفا ، أو أخفى حرفا ؛ فهو حرام . اهـ . وقال ابن القيم : ومَن تأمّل هدي رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم ، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم ؛ تَبَيَّن له أن التنطّع والتشدّق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته . اهـ . وأما الْمُستمِع إذا كان يَستمع إلى القرآن ؛ فيجب عليه أن يُنصت للقرآن ؛ لقوله تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) . واللغو أثناء قراءة القرآن مِن أفعال الكافرين ، الذين قالوا : (لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) . ومَن كان يَستمع إلى القرآن ، فرَفَع القارئ صوته بِما يُشبه الصراخ ؛ فيُمكنه خفض الصوت حتى يَنتهي القارئ مِن الآية التي يقرؤها ؛ فإن العلماء كَرِهوا أن يقطع القارئ الآية ، وكذلك الْمُسْتَمِع . والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 07:53 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى