![]() |
هل ترك إنكار المنكر يمنع إجابة الدعاء ؟ وما دليل ذلك ؟
السؤال بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله أن يبارك في أوقاتكم وأعماركم وأعمالكم ، ويسخرها فيما يُحب ويرضى .. أود من فضيلتكم توضيح مسألة وهي : في حال كنت ممن يترك إنكار المنكر ، فهل هذا سبب في منع استجابة الله لدعائي ؟ وذلك لأنه قد جاء في الحديث [لتأمرن بالمعروف، و لتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم] فهل يدل هذا الحديث على عدم إجابة الله لدعاء تارك الإنكار على المنكر ؟ فقد يدعو أحدنا بدعاء وبإلحاح لأشهر عديدة أو سنوات ، فلا يُستجاب له .. فهل قد يكون للسبب ذاته ؟ وفقكم الله لما يُحب ويرضى ، وجعلكم ممن يدخلون الجنـة بلا حساب ولا سابقة عذاب وصلِّ اللهم وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . تَرْك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدْرَة عليه مِن موانع إجابة الدعاء ، لقوله عليه الصلاة والسلام : وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنّ بالمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : حديث حسن . وحسّنه الألباني والأرنؤوط . وقال عليه الصلاة والسلام : مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلا يُسْتَجَابَ لَكُم . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وحسّنه الألباني والأرنؤوط . وإذا كان الإنسان لا يستطيع الإنكار باليَدِ ولا باللسان فهو معذور ، إلاّ أنه لا أحد يُعذر في ترْك الإنكار القلبي ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ . وينبغي ان يُعْلَم أن إجابة الدعاء ليست محصورة في الصورة الظاهرة في الاستجابة المباشرة كما يُريد الذي يدعو ، وإنما قد تكون في واحدة من الثلاث ، والله عزّ وَجَلّ يختار لِعبده ولأمَتِه ما هو خير له ، كما قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ، قَالَ : اللهُ أَكْثَرُ . رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح . وسبق : ما صِحة أحاديث وَرَدَت فيها ذنوب بسببها يُحبس الدعاء؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15214 الاستعجال .. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11162 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 10:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى