![]() |
ما هو الضحك المنهي عنه الذي يميت القلب ويورث القسوة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله اليكم فضيلة الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسا، وقال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) ما هو فضيلة الشيخ الضحك المنهي عنه الذي يميت القلب ويورث القسوة؟ جزاكم الله خيرا ورفع الله قدركم |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . المقصود كثرة الضحك التي تُشعِر بالغَفلَة ، وتُورِث النَّدَم ، وتكون غالِبَة على الشخص ، وتخالِف هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم . فإن كثرة الضحك خِلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم ما كان يَضحك حتى تُرى لَهَواته . قالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعا قطّ ضاحكا حتى أرى منه لَهَواته ، إنما كان يَتَبَسَّم . رواه البخاري ومسلم . وجاء في صِفَة ضَحِكه عليه الصلاة والسلام : فضَحِك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَواجِذه . كما في الصحيحين في غير حديث . قال ابن بطّال : والنواجذ آخر الأسنان ، وهى أسنان الحلم عند العرب . اهـ . قال ابن القيم : فَصْل في هَدْيه صلى الله عليه وسلم في كلامه وسكوته وضَحكه وبُكائه : وكان جُلّ ضَحكه التبسّم ، بل كُلّه التبسّم ، فكان نهاية ضحكه أن تَبْدُو نَوَاجِذه . وكان يضحك مما يُضحك منه ، وهو مما يتعجب مِن مِثله ويُستغرب وقوعه ويُسْتَنْدَر . وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها . والثاني : ضَحك الفرح ، وهو أن يرى ما يَسرّه أو يُباشِره . والثالث : ضَحك الغضب ، وهو كثيرا ما يَعتري الغضبان إذا اشتدّ غضبه ، وسببه تعجّب الغضبان مما أوْرَد عليه الغَضب ، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه ، وأنه في قَبضته ، وقد يكون ضَحكه لِمُلْكِه نفسه عند الغضب ، وإعراضه عمّن أغضبه ، وعَدم اكتراثه به . اهـ . وقال ابن حجر : وَاَلَّذِي يَظْهَر مِنْ مَجْمُوع الأَحَادِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مُعْظَم أَحْوَاله لا يَزِيد عَلَى التَّبَسُّم ، وَرُبَّمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَضَحِكَ ، وَالْمَكْرُوه مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الإِكْثَار مِنْهُ ، أَوْ الإِفْرَاط فِيهِ ؛ لأَنَّهُ يُذْهِب الْوَقَار . اهـ . وكثرة الضحك تُذهِب الخشوع وتُقسّي القلب ، وقد أوصى سليمان عليه الصلاة والسلام ابنه فقال : ولا تُكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تَسْتَخِفّ فُؤاد الرَّجل الحكيم . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . وكثرة الضحك تُنسِي ذِكر الموت ، ففي حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرّ بِقَوم يَضحَكون ويَمْزَحون ، فقال : أكثروا ذِكر هاذم اللذات . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . ولأن الإنسان قد يُكثر الضحك ولا يَدرِي هل رَضي الله عنه أو لا ؟ فإن كان الله رضي عنه ؛ فليس شُكر نِعمة الرِّضا بِكثرة الضحك ، بل بِكثرة العبادة (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) . وإن كانت الأخرى ؛ فَحَقّه البكاء حتى يُرضي ربّه . مَرَّ شُرَيْحٌ بِقَوْمٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، فَقَال : مَالَكُمْ ؟ قَالَوا : فَرَغْنَا يَا أَبَا أُمَامَةَ . قَالَ : مَا بِهَذَا أُمِرَ الْفَارِغُ . وقال بلال بن سعد : رُبّ مسرور مَغبون ، ورب مغبون لا يَشعر ، فَوَيل لِمَن له الوَيل ولا يَشعر ، يأكل ويَشرب ويَضحك وقد حَقّ عليه في قضاء الله عزّ وجَلّ أنه من أهل النار ، فيا وَيل لك رُوحا ، ويا وَيل لك جَسدا . فَلْتَبْكِ ولْتَبْكِ عليك البواكي لَطول الأبَد . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . وقال ابن كثير : قَوْلُهُ : (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) أَيْ: إِذَا فَرغت مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَأَشْغَالِهَا وَقَطَعْتَ عَلائِقَهَا ، فَانْصَبْ فِي الْعِبَادَةِ ، وَقُمْ إِلَيْهَا نَشِيطًا فَارِغَ الْبَالِ ، وَأَخْلِصْ لِرَبِّكَ النِّيَّةَ وَالرَّغْبَةَ . وسبق الجواب عن : هل يصح قول : الله يكفينا شرّ هذا الضحك ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4021 تعاني مِن قسوة القلب ولا تتأثر بالمواعظ الدينية ، فما الحل ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18693 لدي إخوة عاطلين عن العمل لو تُدْلِي بنصيحة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4319 ما حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات في أوقات الفراغ للتسلية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16875 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 07:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى