منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد الطـهــارة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=8)
-   -   كيف يقول الإمام أحمد بوجوب التسمية في الوضوء مع تضعيفه للدليل؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14122)

راجية العفو 03-01-2016 11:35 AM

كيف يقول الإمام أحمد بوجوب التسمية في الوضوء مع تضعيفه للدليل؟
 

السؤال
فضيلة الشيخ حفظكم الله

كيف يقول الإمام أحمد رحمه الله بوجوب التسمية قبل الوضوء مع أنه قال لم يثبت في هذا الباب شيء ولم يصحح أحاديث التسمية؟


وجزاكم الله خيراً

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وجزاك الله خيرا ، وحَفِظَك الله ورَعَاك .

الجواب مِن وجهين :

الوجه الأول : أن تضعيف أحمد للحديث بِطريق واحد ، أو تضعيف راوٍ دون تضعيف الحديث في الجملة .

قال الأثرم : سمعت أحمد بن حنبل وسئل عمن يتوضأ ولا يُسَمِّي ، فقال أحمد : أحسن ما يُروى في هذا الحديث كثير بن زيد .

وفي مسائل الإمام أحمد وإسحاق :
سئل الإمام أحمد إذا توضأ أيُسَمِّي ؟
قال : إي لعمري .
قيل : فإن نسي ، ولم يَذْكُر اسم الله سبحانه وتعالى ؟
قال : لا أعلم فيه حديثا يثبت .
قال إسحاق : كما قال ، إذا نَسي أجزأه ، وإذا تَعَمَّد أعاد ؛ لِمَا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .

ويُوضِّح هذا ما رواه إسحاق بن منصور قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد .

الوجه الثاني : أن مِن أصول الإمام أحمد ، تقديم الحديث الضعيف إذا لم يُوجَد غيره ، وكان الإمام أحمد يقول : الحديث الضعيف أحبّ إليّ مِن الرأي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فقولنا إن الحديث الضعيف خير من الرأي ، ليس المراد به الضعيف المتروك لكن المراد به الْحَسَن . اهـ .
وقال ابن القيم : الأصل الرابع : الأخذ بِالْمُرْسَل والحديث والضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يَدْفَعه ، وهو الذي رَجَّحه على القياس ، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته مُتُّهَم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه ، والعمل به ، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح ، وقِسم من أقسام الْحَسَن . اهـ .

وقد ذَكَر د . التركي في " أصول مذهب الإمام أحمد " أن في مذهب أحمد ثلاث روايات فيما يتعلّق بالعمل بالحديث الضعيف :
الرواية الأولى : أنه يَعْمَل بالحديث الضعيف ويقبله ، ويُقدَّمه على الرأي ، لكنه لا يجعله في مرتبة الصحيح ، بل يشترط أن لا يُوجَد في الباب غيره ، وأبعد مِن ذلك أن مرتبته عنده بعد فتوى الصحابي ، وهذه الرواية يُرجِّحها أكثر الأصحاب .
الرواية الثانية : أنه يأخذ بالأحاديث الضعيفة في الفضائل دون الأحكام .
الرواية الثالثة : أنه لا يعمل بالحديث الضعيف في الفضائل . انتهى مُلخَّصًا .

وقد أخرج الإمام أحمد حديث التسمية على الوضوء في مسنده مِن حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ، ورواه مِن طريق رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ عَنْ جَدَّتِهِ ، وعنه عن جَدَّتِه عن أبيها ، وهو : سعيد بن زيد رضي الله عنه .

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَحْسَنُ حَدِيثٍ فِي هَذَا الْبَابِ .

والمذهب : وُجوب التسمية على الوضوء ، وهو الصحيح ، غير أنه إذا نَسِي التسمية سَقطت بالنسيان .
.
ولأبي إسحاق الحويني رسالة بعنوان : كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية على الوضوء " .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



الساعة الآن 01:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى