![]() |
لو كان الرجل غنيا واشترى شيئا غالي الثمن هل يعتبر هذا من الإسراف أو لا ؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته كيف حالك يا شيخ ؟ يا شيخ كان قبل فترة فيه نقاش بين مجموعة من الناس أعرفهم ، وكانوا يتناقشون عن موضوع الإسراف . وكان موضوع النقاش لو أن الشخص اشترى سيارة قيمتها بـ 2 مليون على سبيل المثال هل هو يعتبر من الإسراف أو لا ، فكان البعض يقول إن كان الرجل يوجد لديه كثير من المال بحيث أن قيمة السيارة 2 مليون لا تضره فهذا لا يعتبر من الإسراف ، والبعض يقول هذا يعتبر من الإسراف حتى وإن كان الرجل غنيا . طبعا ما كان أحد منهم طالب علم أو عنده علم علشان يفتي في الأمر . بوجه عام يا شيخ ما حكم لو كان الرجل غنيا واشترى شيئا مرتفع الثمن هل هذا يعتبر من الإسراف أو لا ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نحمد الله ونثني عليه . مثل هذا يُعتبر من الإسراف . والإنسان ليس حُرّا في تصرفه بِمالِه ؛ لأن المال هو مال الله ، كما قال تعالى : (وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ) . وقال عليه الصلاة والسلام : إن رجالاً يتخوّضون في مال الله بغير حق فَلَهم النار يوم القيامة . رواه البخاري . وسَوف يُسأل الإنسان عن مالِه مِن أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه ؟ قال عليه الصلاة والسلام : لا تزول قدما عَبْدٍ يوم القيامة حتى يَسأل عن : عن عُمُره فيمَا أفناه ، وعن جسمه فيمَ أبلاه ، وعن عِلْمه فيمَ عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه . رواه الترمذي . وصححه الألباني . وقد أْنَكر عمر رضيَ اللّهُ عنه على مَن اشترى كل ما اشتهى ! فكيف إذا كان الإنسان اشترَى ما اشتهى بِما يُجاوز حدود العقلاء ؟! وكَان يَكْتُب عُمَر رضي الله عنه إلى عُمَّالِه : إيّاكُم والتَّنَعُّم وزِيّ أهْل العَجَم ، واخْشَوْشِنُوا . ومَرّ جَابِرٌ عَلَى عُمَرَ بِلَحْمٍ قَدَ اشْتَرَاهُ بِدِرْهَمٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ ، قَالَ : أَكُلَّمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا اشْتَرَيْتَهُ ؟ لاَ تَكُنْ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا) . رواه ابن أبي شيبة . قال القرطبي في تفسيره : قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلا تُبَذِّرْ) أَيْ : لا تُسْرِفُ فِي الإِنْفَاقِ فِي غَيْرِ حَقٍّ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَالتَّبْذِيرُ إِنْفَاقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ، وَلا تَبْذِيرَ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ . وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ . وَقَالَ أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ : التَّبْذِيرُ هُوَ أَخْذُ الْمَالِ مِنْ حَقِّهِ وَوَضْعِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ، وَهُوَ الإِسْرَافُ ، وَهُوَ حَـرَامٌ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) . اهـ . وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : التَّبْذِيرُ : الإِنْفَاقُ فِي غَيْرِ حَقٍّ . وَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : لَوْ أَنْفَقَ إِنْسَانٌ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الْحَقِّ ، لَمْ يَكُنْ مُبَذِّرًا ، وَلَوْ أَنْفَقَ مُدًّا فِي غَيْرِ حَقِّهِ كَانَ تَبْذِيرًا . نَقَله ابن كثير . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الإِسْرَافَ فِي الْمُبَاحَاتِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (وَالَّذِينَ إذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) ، وَقَالَ تَعَالَى عَنْ أَصْحَابِ النَّارِ : (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) ، وَقَالَ تَعَالَى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) ، وَقَالَ تَعَالَى: (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) . وَالإِسْرَافُ فِي الْمُبَاحَاتِ هُوَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ ، وَهُوَ مِنْ الْعُدْوَانِ الْمُحَرَّمِ ، وَتَرْكُ فُضُولِهَا هُوَ مِنْ الزُّهْدِ الْمُبَاحِ . اهـ . وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : الإسراف هو: الزيادة في صَرْف الأموال على مقدار الحاجة . والتبذير : صرفها في غير وجهها . اهـ . وما هو حدّ الإسراف عند مَن يشتري سيارة – مثلا – بمثل ذلك المبلغ ؟ أوْ عند من تشتري مثلا حقيبة يَدّ بعشرين ألف مثلا ؟ وقد عُرِّف الإِسْرَاف بأنه مُجَاوزَة الْحَد . وعُرِّف بأنه إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس . وهنا : ما حُـكم اقتناء الأشياء غالية الثمن ؟؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=907 من هم المسرفون والمبذرون http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17009 ما حكم شراء أحذية وحقائب لماركات غالية الثمن ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2662 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى