![]() |
كيف التعامل في الإسلام مع المستخف بالذنوب والمعاصي والمبتدع ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خير الجزاء فضيلة الشيخ كيف التعامل في الإسلام مع المستخف بالذنوب والمعاصي والمبتدع ؟ وبارك الله في جهودكم ووفقكم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . البِدَع ليست على درجة واحدة ، بل هي على درجات ، وهي في الْجُمْلَة تنقسم إلى قسمين : كُبرى وصُغرى ، وهذه سبق التفصيل فيها . والبِدع الصغرى على درجات ، بحسب البدعة وتأثيرها وخطرها . والاستخفاف بالذنوب والمعاصي شرّ وبلاء . بل هو مِن أسباب المسخ وتحويل الصورة ، وطَمْس القلب . قال ابن هُبيرة : كان بيني وبين بعض مشايخ القُرى مُعاملة ، مَضيت مِن أجلها مِن الدور إلى قريته فلم أجده ، فقعدت لانتظارهم حتى هَجَم الليل ، فصعدت إلى سطحه للنوم ، فسمعت قومًا يَسفهون بالْهَجر مِن الكلام ، فسألت عنهم ، فأُخْبِرت أنهم يَعصرون بالنهار الْخمر ، ويَسفهون في الليل . فقلت : والله لا بِتّ بها ، فقيل : وَلِمَ ؟ فقلت : أخاف أن يَنْزل بهم عذاب وسَخط فأكون معهم ، فإن لم يكن خسفا حقيقيا كان خسفا معنويا ، مما يدخل على القلب مِن القَساوة والفُتور عن ذِكْر الله تعالى بِسَمَاع هذا الكلام . وقال ابن القيِّم : الْمَسْخ على صورة القردة والخنازير واقِع في هذه الأمة ولا بُدّ ، وهو في طائفتين : عُلماء السوء الكاذِبين على الله ورسوله ، الذين قَلَبُوا دِين الله تعالى وشَرْعه ؛ فَقَلَب الله تعالى صُوَرهم كما قَلَبوا دِينه . والْمُجَاهِرين الْمُتَهَتِّكِين بِالفِسق والمحارِم ، ومَن لم يُمْسَخ منهم في الدنيا مُسخ في قبره ، أو يوم القيامة . وقال : قال بعض أهل العلم : إذا اتَّصَف القلب بالمكر والخديعة والفسق ، وانْصَبَغ بذلك صِبغة تامة صار صاحبه على خُلق الحيوان الموصوف بذلك مِن القردة والخنازير وغيرهما ، ثم لا يزال يَتزايد ذلك الوَصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خَفِيا ، ثم يَقْوى ويَتزايد حتى يصير ظاهرا على الوَجه ، ثم يَقْوى حتى يَقْلب الصورة الظاهرة كما قَلب الهيئة الباطِنة ، ومَن له فِراسة تامة يَرى على صور الناس مَسخا مِن صور الحيوانات التي تَخَلَّقُوا بأخلاقها في الباطن ؛ فَقَلّ أن تَرى مُحتالا مَكّارا مُخادعا خَتّارًا إلاّ وعلى وجهه مِسخة قِرد ، وَقَلّ أن تَرى رافضيا إلاّ وعلى وجهه مِسخة خِنْزِير ! وقَلّ أن ترى شَرِها نَهِما نفسه نفس كَلْبِيّة إلاّ وعلى وَجهه مِسخة كَلب . فالظاهر مُرتبط بالباطن أتم ارتباط ، فإذا اسْتَحْكَمَت الصفات المذمومة في النفس قَوِيت على قلب الصورة الظاهرة . ولهذا خَوَّف النبي صلى الله عليه وسلم مَن سابَق الإمام في الصلاة بأن يَجعل الله صورته صورة حمار ، لِمُشَابَهَته للحمار في الباطن ، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلاّ فساد صلاته وبطلان أجره ، فإنه لا يُسِلِّم قَبْله ، فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة ! إذا عُرِف هذا ؛ فأحق الناس بالمسخ هؤلاء الذين ذُكروا في هذه الأحاديث ، فَهُم أسرع الناس مَسخا قِردة وخَنازير ؛ لِمُشَابَهَتهم لهم في الباطن .وعقوبات الرب تعالى- نعوذ بالله - منها جارية على وِفق حِكمته وعَدْله . اهـ . والْمُتهتِّك الْمُجاهِر بالمعصية يُناصَح ، ويُبيّن له خطورة فِعله ؛ فإن لم يَنفع معه النُّصح ، ولم يُجْدِ معه شيئا ؛ فإنه يُهجَر ، ولا يُجالَس ، ولا يُؤاكَل ، حتى يتوب إلى الله ، ويستتر بِستر الله . وسبق الجواب عن : كيف نجمع بين اللطف في الدعوة والشدة مع المبتدع ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1617 هل يجوز الترحم على رؤوس المبتدعة كمشايخ الصوفية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4504 متى أحذِّر مِن صاحب البدعة ، وما مواصفات أهل البدع ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2247 هل أجاز الشيخان ابن باز والألباني لأي أحد إطلاق وصْف المنافق والمبتدع على مَن شاء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12701 ما حُكم التساهل في رمي بعض الناس بالفِسْق ، وما هو ضابط الفِسْق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16157 ما حكم المجاهرة بالمعاصي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14204 صديقتي افَترَتْ عليّ ؛ فهَجَرتُها . هل تُرفع أعمالي إلى الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4309 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 08:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى