![]() |
أشكل عليَّ جواز الاستعاذة بالصفة ومنع الدعاء بها
السؤال شيخنا الفاضل يقول العلماء بأنه : لا يجوز دعاء الصفة مثل : يارحمة الله الكريم تغمدي فلاناً ولكن يجوز الاستعاذة بالصفة مثل : وأعوذ برضاك من سخطك المشكلة التي أشكلت عليَّ: أن الاستعاذة طلب والطلب دعاء وعليه فتكون الاستعاذة بالصفة دعاءً لها . فما جوابكم حفظكم الله http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وحفظك الله ورعاك . الاستعاذة ليست دعاء . ولذلك تُفسَّر الاستعاذة بالله مِن الشيطان الرجيم بِغير تفسير الدعاء ، وإنما بمعنى الالتجاء والاستجارة . قال ابن جرير في تفسيره : الاِسْتِعَاذَةُ : الاِسْتِجَارَةُ . وَتَأْوِيلُ قَوْلِ الْقَائِلِ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، أَنْ يَضُرَّنِيَ فِي دِينِي ، أَوْ يَصُدَّنِي عَنْ حَقٍّ يَلْزَمُنِي لِرَبِّي . اهـ . ولذلك أمَر الله بها عند قراءة القرآن ، فقال : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) . وأمَر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن غضِب . ويُؤمَر بالاستعاذة عند دخول الخلاء ، ونحو ذلك . وفَرَّق العلماء بين دعاء الصِّفَة ، وبين دعاء الله بِصِفَة مِن صِفاته . وكان أشكل عليّ قول شيخ الإسلام ابن تيمية في دعاء الصِّفَة ، حيث قال رحمه الله : " إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع ، كما جاءت به الأحاديث ، وأما دُعاء صِفَاته وكَلِمَاته فَكُفْر باتفاق المسلمين . فهل يقول مسلم : يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني ؟ أو : يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عِزّة الله أو يا عظمة الله ، ونحو ذلك ؟ " فسألت عنها الشيخ عبد العزيز الراجحي – حفظه الله – فقال : الذي يَدعو الصِّفَة كأنه يدعو مؤنّث ! فقلت : وقوله في الحديث في صحيح مسلم : " أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ " ، ونحو قول : أعوذ بِعزّة الله ؟ فقال : هذا يدعو الله بِصِفَة مِن صِفاته ، وليس يسأل الصِّفَة بذاتها . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 12:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى