![]() |
رد شُبهة حول قوله تعالى : (وَاللاّئِي لَمْ يَحِضْنَ) ، وزواج الصغيرات القاصِرات
السلام عليكم و رحمة اله و بركاته أثار تفسير ابن كثير رحمه الله للآية رقم 4 من سورة الطلاق جدلا كبيرا في فرنسا وخاصة علي المنتديات. فابن كثير فسر قوله تعالى " وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ " أي الصغيرات اللاتي لم يحضن بعد فقال العلمانيون : إن القرآن يبيح الزواج بالبنات اللاتي لم يبلغن الحلم ، مما أدي ببعض المسلمات أن يشككن في كون أن القرآن نزل و في نبوة محمد صلى اله عليه وسلم وأعرف مسلمة ارتدت بعد ما تأكدت من تفسير ابن كثير رحمه الله. هل هناك معنى آخر لهذا الجزء من الآية و كيف نرد لتثبيت المسلمين و المسلمات جزاكم الله خير الجزاء الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، ومَن ارتدّ فإنه أصلا كان على شَفَا جُرف هار ! ويصدق عليه قول الله عزّ وجلّ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْف فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) . وأما قوله تعالى : (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) ، فهو حُكم عام ، لأنه يَشمل التي عُقِد عليها وليست تحيض ، ويشمل التي لا تَحيض بسبب عِلّة أو مَرض ، فهي داخلة في هذا العموم . فإذا عُقِد على الصغيرة فلها حُكم ، وليس بين العقد والدخول ارتباط ، بمعنى أن الرّجُل قد يعقد على الصغيرة ، ولا يدخل بها إلاّ بعد البلوغ ، أو قريبا من ذلك ، فإذا طُلِّقت أو تُوفّي عنها زوجها في هذه الفترة فهي داخِلة في هذا الْحُكم ، وهذا يدلّ على أن القرآن من عند الله ، وأنه مُحكَم ، وأنه صالح لكل زمان ومكان ، وأنه رَاعَى كل القضايا والأحوال باختلاف الأزمنة والأمكنة . وتَحمّل البنت راجع إلى وضع البنت الصغيرة وتحمّلها مِن عَدمه ، بالإضافة إلى أن سِنّ البلوغ يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، فليست المناطق الباردة مثل المناطق الحارة ، وليست جيّدة الصَّحّة والتغذية مثل رديئة الصحة ضعيفة التغذية ، كما أن عوامل الوراثة لها تأثيرها الذي لا يُنكَر . والنبي صلى الله عليه وسلم عَقَد على عائشة وعمرها ست سنوات ، وتزوّجها وهي بنت تسع سنوات . روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ستّ سنين ، وبَنَى بي وأنا بنت تسع سنين . ويُقال مثل ذلك في الآيسة ، فإن الغالب أنها لا تُرغب في النكاح ، ومع ذلك فَحُكْمُها مذكور في الآية ؛ لأنه مما يُحتاج إليه ، إما أن تُطلّق ، أو يتوفّى عنها زوجها ، أو يُوجد من يتزوّجها . وسبق : يحتج علينا الروافض بما وَرَد في " كتاب المصاحف " مِن أن الحجَّاج غيّر في مصحف عثمان http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3408 نصراني يثير شبهة : إذا كان القرآن كلام الله فلماذا لم يحفظ هاتين الآيتين من الضياع ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3164 ما الدليل على أن كل ما في القرآن صحيح ، وأنه مِن عند الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2973 لماذا حَفِظ الله القرآنَ مِن التحريف ، بينما لم يَحفظ الكُتب السابقة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3845 كيف نجمع بين حِفظ الله للقرآن وبين ما أحدثه الرافضة مِن تحريف ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1008 الرد على مقال : صحفي شاب يُصحح للأئمة خطأ ألف عام http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4833هل الإسلام دِين حق ، ولماذا خلق الله الناس والنَّار؟ هل يوجد إعجاز البلاغي في القرآن ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11317شبهات وأباطيل حول قصص القرآن الكريم وألفاظه ، والزعْم أن السُنة ليست مصدر تشريع http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12519 مُنصِّر يقول : أليست هذه السورة تحاكي القرآن وتبطل الحجة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=566 هل ضرب الزوجة في القرآن الكريم يعني الْمُبَاعَدة والْمُفَارَقة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12837 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 12:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى