منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم المحرمـات والمنهيات (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=30)
-   -   حكم نظر الرَّجُل للرجُل أو سماع صوته بشهوة ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14291)

راجية العفو 18-02-2016 09:35 AM

حكم نظر الرَّجُل للرجُل أو سماع صوته بشهوة ؟
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك ياشيخ

حكم نظر الرجل للرجل بشهوة

وحكم سماع صوت الرجل للرجل بشهوة

وإذا كان صوت الرجل يشبه النساء ولمن مثلاً ينشد او يتكلم اعتبره كأنه من النساء عشان تجيني الشهوة واتلذذ بالصوت


وشكراً

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا يدلّ على انتكاس الفِطرة .
ولا يجوز للرَّجُل أن يتلذذ بِصوت ذَكَر مِثله حتى يبلغ به أن يَشْتَهيه .

وكان السلف يُحذِرون ويَنهَون عن النظر إلى الشاب الأمرد ، بل وعن الْمَبِيت معه !

قال سعيد بن المسيب: إذا رأيتم الرجل يُلحّ بالنظر إلى الغلام الأمْرد فاتَّهِمُوه .

وجَاءَ رَجُلٌ إلَى أَحْمَد بن حَنْبَلٍ مَعَهُ غُلامٌ أَمْرَدُ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: ابْنِي ، فَقَالَ : لا تَجِئْ بِهِ مَعَك مَرَّةً أُخْرَى ، فَلامَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ أَحْمَد: عَلَى هَذَا رَأَيْنَا أَشْيَاخَنَا ، وَبِهِ أَخْبَرُونَا عَنْ أَسْلافِهِمْ .
وَجَاءَ حَسَنُ بْنُ الرَّازِي إلَى أَحْمَد وَمَعَهُ غُلامٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَةً ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ قَالَ لَهُ أَحْمَد : يَا أَبَا عَلِيٍّ لا تَمْشِ مَعَ هَذَا الْغُلامِ فِي طَرِيقٍ ! فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إنَّهُ ابْنُ أُخْتِي قَالَ: وَإِنْ كَانَ ، لا يَأْثَمُ النَّاسُ فِيك . ذَكَره شيخ الإسلام ابن تيمية .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : كان يقال: لا يَبيت الرَّجُل في بيت مع الغلام الأمرد !

وقال : النَّظَرُ إلَى وَجْهِ الأَمْرَدِ بِشَهْوَةِ كَالنَّظَرِ إلَى وَجْهِ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ وَالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ بِالشَّهْوَةِ ، سَوَاءٌ كَانَتْ الشَّهْوَةُ شَهْوَةَ الْوَطْءِ ، أَوْ كَانَتْ شَهْوَةَ التَّلَذُّذِ بِالنَّظَرِ ، كَمَا يَتَلَذَّذُ بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ ؛ كَانَ مَعْلُومًا لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَّ هَذَا حَـرَامٌ ، فَكَذَلِكَ النَّظَرُ إلَى وَجْهِ الأَمْرَدِ بِاتِّفَاقِ الأَئِمَّةِ .

وقال : التَّلَذُّذُ بِمَسِّ الْأَمْرَدِ كَمُصَافَحَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ : حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، كَمَا يَحْرُمُ التَّلَذُّذُ بِمَسِّ ذَوَاتِ مَحَارِمِهِ وَالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ ، بَلْ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ : أَنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ إثْمًا مِنْ التَّلَذُّذِ بِالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ .

وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة مع المرأة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ مَعَ الْمَرْأَةِ ، وَكَذَلِكَ مَحَارِمُ الْمَرْأَةِ ، مِثْلُ : ابْنِ زَوْجِهَا وَابْنِهِ ، وَابْنِ أَخِيهَا وَابْنِ أُخْتِهَا ، وَمَمْلُوكِهَا عِنْدَ مَنْ يَجْعَلُهُ مَحْرَمًا ؛ مَتَى كَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ أَوْ عَلَيْهَا تَوَجَّهَ الاحْتِجَابُ بَلْ وَجَبَ . وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالاحْتِجَابِ فِيهَا مَظِنَّةُ الْفِتْنَةِ . اهـ .


قال ابن كثير : قال كثير مِن السَّلف : إنهم كانوا ينهَون أن يُحِدَّ الرجل بَصَره إلى الأمْرَد . وقد شَدَّد كثير من أئمة الصوفية في ذلك ، وحَرَّمه طائفة من أهل العِلْم ، لِمَا فيه من الافتتان ، وشَدّد آخرون في ذلك كثيرًا جدًا . اهـ .

وقال ابن القيم في " إغاثة اللهفان " عن الغناء : وأما سَمَاعه مِن المرأة الأجنبية أو الأمْرَد فَمِن أعظم المحرمات وأشدّها فَسَادا للدِّين . اهـ .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



الساعة الآن 04:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى