منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   هل يجوز أن نحذر ونقول لتجنب الموت والحادث المميت ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14329)

أبو لجين 01-03-2016 08:10 PM

هل يجوز أن نحذر ونقول لتجنب الموت والحادث المميت ؟
 
السلام عليكم
يا شيخ بارك الله فيكم ونفع بكم الأمة؛
أنا أعمل في الأمن الصناعي وتسيير الأخطار؛ فدائما نكتب ونتكلم عن الإحتياطات اللازمة كي نتجنب الحادث؛ وفي بعض الأحيان نقول نتجنب الموت !! ، يا شيخ بارك الله فيكم ،سؤالي هل نستطيع أن نقول : تجنب الموت ،و أن الحادث مميت أي أنا صاحبه يموت لا محال ؛ نعلم أنا الآجال بيد الله مهما كان الحادث؛ وما هي الصيغة الصحيحة؛ بارك الله فيكم يا شيخ؟

عبد الرحمن السحيم 04-03-2016 09:51 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا بأس به ؛ لأن كلامنا فيما يَظهر لنا ، وفي غالب الظنّ أنه يكون كذا ، كما لو قُلنا : مَن سَقط مِن جبل فإنه يَموت ، أي : على غلبة الظنّ وفي غالب الأحوال ، وقد يَسقط مَن كُتِبَتْ له السلامة ولا يَموت .
وجاء التعبير القرآني بِمثل ذلك فيما الغالب عليه الموت ، كما في قوله تعالى : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ، فقُدِّم القَتْل في سبيل الله على الوفاة الطبيعية ؛ لأن القَتْل أقرب إلى الذي يُقَاتِل في سبيل الله ، بينما قُدِّم ذِكْر الموت على القَتْل في الآية التي تَلِيها (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) .

وقد أخبر الله تبارك وتعالى أن الإنسان يَفِرّ مِن الموت ويَهرب منه ، ويتجنّب أسبابه ، كما في قوله تعالى : (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) قال السمعاني : أَي : تَفِرّ وتَهرب . اهـ .
وكما في قوله تبارك وتعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) .
ومع ذلك : لا نغفل في توجيه الناس عن تعليق قلوبهم بِالله ، وهو مِن التوكّل على الله .
قيل لحاتم الأصم : على ما بَنيت أمْرك هذا مِن التوكل ؟ قال : على أربع خِلال:
عَلِمْتُ أن رِزقي لا يأكله غيري ، فلست اهتمّ له ، وعَلِمْتُ أن عَملي لا يَعمله غيري ، فأنا مشغول به ، وعَلِمْتُ أن الموت يأتيني بغتة ، فأنا أبادره ، وعَلِمْتُ أني بِعَين الله في كل حال ، فأنا مستحيي منه . رواه أبو نعيم في " الحلية " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد أمَر الله بالتوكّل في غير آية أعظم مِمَّا أمَر بالوُضُوء والغُسْل مِن الْجَنَابة ، ونَهَى عن التَّوكل على غير الله ، قال تعالى : (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) . اهـ .

فلا يَصِحّ تعليق قلوب الناس بالأسباب الأرضية والمادّية دون تعليق قلوبهم بالله عزَّ وجَلّ والتوكّل عليه سبحانه وتعالى .

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 12:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى