![]() |
ما هي عقوبة من يعين الظالم على ظلمه ؟
سوالي ياشيخ اود ان اسئل عن هل يؤثم من يعين الظالم على ظلمه وما ذا يكون عقاب من يعين الظالم على ظلمه ؟
|
الجواب :
مَن يُعين الظالِم على ظُلْمِه هو ظالِم مثله ، وهو مخذول ، وظُلمه راجِع عليه . وهل ينتظر الظالِم إلاّ العقوبة العاجلة ، والحسرة الآجلة إن لم يتُب مِن ظُلمه ويتحلل ممن ظلمه ؟ قال الله عزَّ وجَلّ : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) . رُوي عن ابن عباس أنه قال : هذه الآية تعزية للمظلوم وتَسلية له ، وتهديد للظالِم . وقال ميمون بن مِهران : هي وَعيد للظالِم ، وتَعزية للمَظلوم . قال البغوي : في الآية تسلية للمَظلوم ، وتَهديد للظالِم . اهـ . فلا يحسب الظالِم أنه أفْلَت ونَجَا مِن العقوبة ، فإن ما يَنتظره أشد عقوبة وأعظم حسرة ، إذا عايَن المظلوم في الآخرة حين يُقال للمظلوم : خُذ مِن حسنات مَن ظَلَمك بِقَدْر مَظْلَمَته لك . ويَكون الأخذ مِن حسنات الظالِم بِقَدْر جُرمه وظُلمه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حُرمة نساء المجاهدين على القاعدين كَحُرْمة أمهاتهم ، وما مِن رَجل مِن القاعدين يَخلُف رَجلا مِن المجاهدين في أهله فيَخُونه فيهم ، إلاّ وَقف له يوم القيامة ، فيأخذ مِن عَمله ما شاء ، فما ظَنّكم ؟ رواه مسلم . وفي رواية له : فقال : فَخُذ مِن حسناته ما شئت ، فالْتَفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : فما ظَنّكم ؟ والظالِم مَلعون حتى يتوب ، كما قال الله عزَّ وجَلّ : (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) . والظالِم مَاكِر بِغيره ، ومَكْره راجِع عليه ، (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) . والظالِم ومَن أعانه في سَخط الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أعان على خُصومةٍ بِظُلم ، أو يُعين على ظُلم ، لم يَزل في سَخط الله حتى يَنْزِع . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي والألباني . والمظلوم منصور على مَن ظَلَمه ، ولو بعد حين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثَلاَثَةٌ لا تُرَدّ دَعْوَتُهُمْ - وذكر منهم - : وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا الله فَوْقَ الغَمَام ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السّمَاءِ ، ويَقُولُ الرّبّ وعِزّتِي لأنُصُرَنّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اتقوا دعوات المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شَرَار . رواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي والألباني . وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : اعمل لله كأنك تراه ، واعدد نفسك مع الموتى ، وإياك ودعوات المظلوم ؛ فإنهن يَصعَدن إلى الله عز وجل كأنهن شَرارات نار . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان . وكان شُريح يقول : سَيَعْلَم الظالمون حَقّ مَن نَقَصوا ، إن الظالم ينتظر العقاب ، والمظلوم ينتظر النصر . وقال الحارث المحاسِبي : الظالِم نادم وإن مَدَحه الناس ، والمظلوم سالِم وإن ذمّه الناس . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله مِن الظُّلْم ، فكان مِن دعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم إني أعوذ بك مِن الفقر والقِلة والذّلة ، وأعوذ بك أن أَظْلِم أو أُظْلَم . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . ويُشرَع للمُسلِم عند الخروج مِن مَنْزِله أن يَستعيذ مِن الظُّلم فيقول : اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أزل أو أَظلِم أو أُظلَم ، أو أجهل أو يُجهَل عليّ . وكان السَّلَف يَفرّون مِن تولّي القضاء خشية الوقوع في الظُّلْم . قال سفيان الثوري : أراد ابنُ هُبيرة أن يَستعمل منصور بن المعتمر على القضاء ، فقال : ما كنت لأَلِي لك بعد ما حدثني إبراهيم ، قال : وما حدثك إبراهيم ؟ قال حدثني إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مُنَادٍ : أين الظلمة ، وأعوان الظَّلَمة ، وأشباه الظَّلَمة ، حتى مَن بَرَى لهم قَلمًا ، أوْ لاقَ لهم دَواة ؟ فيُجمعون في تابوت مِن حديد ، ثم يُرمى بهم في جهنم . رواه ابن بشران في أماليه . وفي القاموس : لاقَ الدَّواةَ يَليقُها لَيْقَة ولَيْقا ، وألاقَها : جَعَلَ لها لِيقَةً ، أو أصْلَحَ مِدادَها . اهـ . وسبق الجواب عن : هل يجوز أن أدعو على الظالمين أن يَروا العقوبة في أبنائهم ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14383 إذا دعا المظلوم بأكبر مما تعرّض له .. هل تُستجَاب دعوته ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8977 كيف يكون تعامل مَن ابتلي بِشرّير مِن الأشرار ؟ http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28972 سؤال عن معنى قول : " وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة للظالِم " ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9987 مَن سَقَى كأس الظُّلم سُقي بها..! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7919 شرح الحديث الـ 235 في حُرمة مكة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6878 والله تعالى أعلم . جمادى الآخرة 1437 هـ |
الساعة الآن 08:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى