![]() |
كيف يوطن الداعية نفسه على تقبل النقد حتى لو كان جارحًا أو مؤلمًا ؟
غالبا ما يتعرض الداعية للنقد ؟ فكيف نوطن أنفسنا على قبوله وعدم الخوف منه حتى وإن كان جارحا أو مُؤلِمًا ؟ الجواب : نُوطِّن أنفسنا على قبول النقد بأمور ، منها : الأول : أن النقد سواء كان هادفا أو جارِحا ، هو مِن وسائل تصحيح المسار . وسبقت الإشارة إلى هذا هنا : فضل أعدائي عليّ ! http://saaid.net/Doat/assuhaim/198.htm الثاني : أن مَن قَدّر أن يسلم مِن كلام الناس فهو واهِم ! وذلك أنه ما سلِم أحد مِن النقد والأذى حتى الأنبياء . فقد أُوذي رسولنا وقُدوتنا صلى الله عليه وسلم ، وتعرّض عليه الصلاة والسلام للنقد الآثِم ، فقال له رجل : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ . فقَال رسول الهق صلى الله عليه وسلم : وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟ وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : فَقَال : فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ . رواه البخاري ومسلم . قال ابن حزم : مَن قَدّر أنه يَسْلَم مِن طَعن الناس وعَيبهم فهو مجنون ! الثالث : أن نعلم أننا مهما حاولنا الكمال أننا لا نسلم مَن النقص ، فإذا عَرَفْنا أنفسنا عَلِمْنا أن الناقد بصير ، وأنه ما أتى بِكلّ ما يَعْرِفه عن أنفسنا ! زَحَم سَالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رَجُلاً ، فقال له الرجل : ما أراك إلاَّ رَجُل سوء ! فقال له سالم : ما أحسبك أبْعَدْت ! الرابع : أن مَن سَكَت سَلِم ، لكن الساكت عن الحق شيطان أخرس ! ومَن دعا إلى الله فَلَه نصيب مِن ميراث النبوة ، ولا بُدّ أن يأخذ نصيبه مِن " أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ " . وعلى قَدْر الأذى يكون الأجر . فهذا مما يُصبّر المسلم على النقد . الخامس : أن يتأمّل الداعي إلى الله جَلَد الفجّار مع أنهم لا يرجون أجرا ولا ثوابا ! وقد قال الله عزّ وجلّ عن الكفار : (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) . وكان عمر رضي الله عنه يقول : اللهم إني أعوذ بك مِن جَلَد الفاجِر وعَجْز الـثِّقَة . والفجّار والفُسّاق والكفار يصبرون على كل شيء مع أنهم لا يرجون الله والدار الآخرة . ورأيت مرة عجائز مِن نساء الغرب يَصْبِرن على الحر والبرد ومَشَقَّة الـتَّنَقُّل في بعض الدول ، في سبيل التنصير ! أفلا يصبر أهل الحق مع يقينهم بأنهم على الحق ؟! ومِن عَجبٍ .. ما قاله الإمام أحمد رحمه الله عن صبره في محنته وبلائه . قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كنت كثيرا أسمع والدي يقول : رَحِم الله أبا الهيثم . غَفَر الله لأبي الهيثم . عَفَا الله عن أبي الهيثم . فقلت : يا أبتِ من أبو الهيثم ؟ فقال : لَمَّا أُخْرِجت للسياط ومُدّت يداي ، إذا أنا بِشَابٍ يَجْذِب ثوبي مِن ورائي ويقول لي : تعرفني ؟ قلت : لا . قال : أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار ! مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق ، وصَبَرْتُ في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا ، فاصْبِر أنت في طاعة الرحمن لأجْل الدِّين . قال : فضُربت ثمانية عشر سوطا بدل ما ضُرِب ثمانية عشر ألفا ، وخرج الخادم فقال : عَفَا عنه أمير المؤمنين . وقوّى قَلْبَه رَجُلٌ مِن الأعراب . قال الإمام أحمد رحمه الله : ما سمعت كلمة منذ وَقَعْتُ في هذا الأمر أقْوَى من كلمة أعرابي كَلَّمَنِي بها في رَحبة طَوق . قال : يا أحمد إن يَقتلك الحق مُتّ شَهيدًا ، وإن عِشت عِشتَ حميدًا ، فَقَوَّى قلبي . وسبق : مَوعِظَةعَلَى لِسانِ مَجنُون http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6161 المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 01:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى