![]() |
ما رأيك في ظاهرة تحرش النساء بالرجال ، وما النصيحة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خير على جهودكم فضيلة الشيخ ظاهرة غريبة نراها في مجتمعاتنا وهي : تحرش النساء بالرجال بطريقة فاضحة والعياذ بالله .. ما نصيحتكم ورأيكم ؟ بارك الله فيكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . الأصل في المرأة أن تكون شديدة الحياء ، ولذا فإن الغالب أن المرأة لا تخطب الرَّجل ، ولا تتولّى العقد لِنفسها ولا لِغيرها مِن النساء . ومِن هُنا كان حياء المرأة - خاصة الشابّة – مَضْرِب الْمثل . قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كَرِهَ شيئاً عرفناه في وجهه . رواه البخاري ومسلم . ووُصِف نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام - وهو القويّ الأمين – وُصِف بِشِدّة الحياء . كما في الصحيحين . بل إن الحياء مما توارَثَه الناس جِيلا بعد جِيل . وهذا يُفهَم مِن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مما أدرك الناس مِن كلام النبوة الأولى : إذا لم تَستح فاصنع ما شِئت . رواه البخاري. قال ابن عبد البر : لفظ يقتضي التحذير والذم على قِلّة الحياء ، وهو أمْرٌ في معنى الْخَبَر ، فإنّ مَن لم يكن له حَياء يَحْجُزُه عن مَحَارم الله تعالى فَسَواء عليه فَعَل الكبائر منها والصغائر . اهـ. وقال ابن الأثير : فيه إشعار بأن الذي يَرْدَع الإنسان عن مُواقعة السوء هو الحياء ، فإذا انْخَلَع منه كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة ، وتَعاطي كل سيئة . اهـ . والحياء لا يأتي إلاّ بِخير ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الإمام الذهبي : ولَمّا تُوفي الحاجِب ابن أبي عامر ، قام في منصبه ابنه الملقب بالْمُظَفَّر : أبو مروان عبد الملك بن محمد ، وجَرى على مِنوال والِدِه ، فكان ذا سَعد عظيم ، وكان فيه حَياء مُفْرِط يُضْرَب به الْمَثَل ، لكنه كان مِن الشجعان المذكورين ، فَدَامَت الأندلس في أيامه في خير وخَصب وعِزّ إلى أن مات . اهـ . ولا يقِلّ الحياء إلاّ بسبب قِلّة الإيمان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما . وصححه الألباني . قال ابن القيم : وبَيْن الذُّنُوب وبَيْن قِلَّة الحياء وعَدم الغَيرة تَلازُم مِن الطَّرفين ، وكل منهما يَسْتَدْعِي الآخر ويَطْلُبُه حَثِيثًا . اهـ . وكانت النساء يَتضايَقن بِسبب تعرّضهن للتحرّش مِن قِبَل بعض عديمي المروءة وناقصي الإيمان ، فأصبح بعض الرجال يتضايقون لتحرّش بعض عديمات المروءة وناقصات الإيمان . ولا يُمكن أن يصدُر هذا الفِعل إلاّ مِن امرأة قليلة الحياء ، قليلة الدِّين ، قد بَلَغَتْ مِن السوء مَبْلَغه . وإني لأرجو أن لا تكون ظاهِرة ، وتكون حالات فرديّة قليلة ؛ لأن الخير باقٍ في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قُرب قيام الساعة . وسبق الجواب عن : هل من نصيحة للمرأة التي تُرخِص نفسها عند الرجال ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18807 كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455 ما معنى حديث : الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18475 ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18454 ما هو التصرف الصحيح مع امرأة غير مؤدبة ومتساهلة تُضايق زميلها في العمل ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18804 نصيحة لِمَن يتباهى بالفواحش والحرام ويتهم أهل الورع بالغباء والعجز http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17048 ومقال : تَمْـشِي عَلَى استِحيَـاء http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6402 جوانب مشرقة وصفحات مضيئة من حياة الجاهلية الأولى !! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5745 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 07:10 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى