![]() |
هل يجوز أن أقول (وإياك) لمَن يدعو لي ؟ أو هو بِدعة ؟
ما حُكم قول : وإياك ، لِمن دعا لي ، كأن يقول : جزاك الله خيرا ، فأردّ وإياك ، أو : بارك الله فيك ، فأردّ وإياك ؟ وهل صحيح أنه بدعة ؟ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ؟ الجواب : تُشرع مكافأة مَن صنع معروفا ، والدعاء مِن جُملة المكافأة . ففي الحديث : مَنْ صَنَعَ إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعُوا له حتى تُروا أنكم قد كافأتموه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وروى أبو يعلى ومن طريقِه : ابن حبان والضياء المقدسي " الأحاديث المختارة " مِن حديث أُسيد بن حُضير رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : جزاك الله خيرا يا رسول الله ، قال : وأنتم فجزاكم الله خيرا . ورواه الشافعي في السنن مُرسَلا ، ومِن طريقِه : البيهقي في " معرفة السنن والآثار " . وصححه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " بمجموع طُرُقه . ومَن قال لمن قال له : جزاك الله خيرا : وإياك .. أوْ دعا له ؛ أبْقَى أجره موفورا . وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل الجارية إذا أرسلتها بهدية أو صدقة : ماذا قالوا ، لتردّ عليهم بِمثل ما دعوا . روى عبيد بن أبي الجعد عن عائشة قالت : أُهْدِيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فقال : اقسميها ، قال : وكانت عائشة إذا رَجَعَتِ الخادم قالت : ما قالوا لكِ ؟ تقول ما يقولون : بارك الله فيكم ، فتقول عائشة : وفيهم بارك الله ، نَرُدّ عليهم مثل ما قالوا ، ويبقى أجرنا لنا . رواه النسائي في " الكبرى " بإسناد حسن . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الدعاء جَزاء ، كما في الحديث " مَن أسدى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " . وكانت عائشة إذا أرْسَلت إلى قوم بِصَدَقة تقول للرسول : اسمع ما يَدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دَعوا لنا ، ويَبقى أجرنا على الله . وقال بعض السلف : إذا قال لك السائل : بارك الله فيك فَقُل : وفيك بارك الله . اهـ. وجرى عمل السلف على ذلك دون نكير . قال زهير ابن عباد : ما كنت أقول لِمَالِك : رحمك الله ، إلاّ قال : وأنت رحمك الله . وإذا قلت له : عافاك الله . قال : وأنت عافاك الله . حُسْن أدب . (ترتيب المدارك) وأما وُرود بعض الأحاديث ليس فيها ذِكْر قول بعد قول : جزاك الله خيرا ، ونحوه ، فلا يدلّ على منع قول ذلك ، ولا يدلّ على أن قول : وإياك ونحوه بدعة . بل غاية ما في الأمر أنه سُكِت عنه ، وقد يكون مَطْوِيًّا في الرواية ، وهذا أمر معروف عند أهل الحديث . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى