منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   هل تعمد الإمام تحسين صوته ليبكي الناس ويخشعوا ينافي الإخلاص ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14649)

جوزي أبو عثمان 18-06-2016 06:13 PM

هل تعمد الإمام تحسين صوته ليبكي الناس ويخشعوا ينافي الإخلاص ؟
 
السلام عليكم فضيلة الشيخ و أحسن الله إليكم السائل يسئل:
عندما أؤم الناس في المسجد أحسن القراءة و أبكي الناس بقراءتي متعمدا و أحب أن أكون سببا في خضوعهم في الصلاة
و وهب لي ربنا صوتا جميلا و لا أترك فرصة أن آتَيهم في الصلاة بالخضوع بواسطة الصوت و القراءة
هل هذه النية حسنة أم سيئة ؟

عبد الرحمن السحيم 20-06-2016 06:39 AM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

مِن قواعد الشريعة : الأمور بِمقاصِدها .
فَمَن قرأ بِقلب حاضر ، وحسّن صوته واستجلب الخشوع ؛ فلا حَرَج عليه .
وكان السلف يقولون : ابْكُوا ، فإن لم تبكُوا فتَبَاكَوا .
قال ابن أبي مليكة : جلسنا إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الحجر فقال : ابْكُوا ، فإن لم تجدوا بُكاء فتباكَوا .
قال الألباني : صحيح موقوف .
ورَوى ابن سعد في " الطبقات الكبرى " والإمام أحمد في " الزهد " - ومِن طريقه أبو نُعيم في " الحلية " - مِن طريق قسامة بن زهير قال : خطبنا أبو موسى بالبصرة فقال : يا أيها الناس ابْكُوا ، فإن لم تَبكُوا فتبَاكَوا ، فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ، ثم يبكون الدماء حتى لو أُرْسِلت فيها السفن لَجَرَت .
وإسناده صحيح إلى أبي موسى رضي الله عنه .

قال الإمام الآجري في " أخلاق حملة القرآن " : ينبغي لمن رزقه الله حُسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله قد خَصّه بِخير عظيم ، فليعرف قَدر ما خصّه الله به ، وليقرأ لله لا للمخلوقين ، وليَحذر مِن الْمَيل إلى أن يُستمع منه ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا ، والْمَيْل إلى حُسن الثناء والجاه عند أبناء الدنيا ، والصلاة بالملوك دون الصلاة بِعوام الناس ، فَمَن مَالَت نفسه إلى ما نهيته عنه خِفْته أن يكون حُسْن صوته فِتنة عليه ، وإنما ينفعه حُسن صوته إذا خَشي الله عز وجل في السر والعلانية ، وكان مُراده أن يُستمع منه القرآن ؛ ليَنْتَبه أهل الغفلة عن غَفلتهم ، فيَرغبوا فيما رَغّبهم الله عز وجل ، ويَنْتَهوا عمّا نَهَاهُم ، فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته ، وانتفع به الناس . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ : زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا .
وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون .
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشيء كأذَنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ .
وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِن صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته .
وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليَد كالغرابيل . اهـ .

وعلى الإمام أن يَتجنّب التصوير الْمُنافِي للإخلاص في صلاته !
وأن لا يكون هَمّه هو تجميع الناس ، ولا أن يُذكَر .

وسبق الجواب عن :
طريقة تلاوة منتشرة عند السودانيين اسمها "خلوة خرسي"
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4947

ما حكم سماع القرآن الكريم أو الأناشيد بصوت الفنانين والفنانات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10161

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 11:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى