![]() |
هل تعمد الإمام تحسين صوته ليبكي الناس ويخشعوا ينافي الإخلاص ؟
السلام عليكم فضيلة الشيخ و أحسن الله إليكم السائل يسئل:
عندما أؤم الناس في المسجد أحسن القراءة و أبكي الناس بقراءتي متعمدا و أحب أن أكون سببا في خضوعهم في الصلاة و وهب لي ربنا صوتا جميلا و لا أترك فرصة أن آتَيهم في الصلاة بالخضوع بواسطة الصوت و القراءة هل هذه النية حسنة أم سيئة ؟ |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . مِن قواعد الشريعة : الأمور بِمقاصِدها . فَمَن قرأ بِقلب حاضر ، وحسّن صوته واستجلب الخشوع ؛ فلا حَرَج عليه . وكان السلف يقولون : ابْكُوا ، فإن لم تبكُوا فتَبَاكَوا . قال ابن أبي مليكة : جلسنا إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الحجر فقال : ابْكُوا ، فإن لم تجدوا بُكاء فتباكَوا . قال الألباني : صحيح موقوف . ورَوى ابن سعد في " الطبقات الكبرى " والإمام أحمد في " الزهد " - ومِن طريقه أبو نُعيم في " الحلية " - مِن طريق قسامة بن زهير قال : خطبنا أبو موسى بالبصرة فقال : يا أيها الناس ابْكُوا ، فإن لم تَبكُوا فتبَاكَوا ، فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ، ثم يبكون الدماء حتى لو أُرْسِلت فيها السفن لَجَرَت . وإسناده صحيح إلى أبي موسى رضي الله عنه . قال الإمام الآجري في " أخلاق حملة القرآن " : ينبغي لمن رزقه الله حُسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله قد خَصّه بِخير عظيم ، فليعرف قَدر ما خصّه الله به ، وليقرأ لله لا للمخلوقين ، وليَحذر مِن الْمَيل إلى أن يُستمع منه ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا ، والْمَيْل إلى حُسن الثناء والجاه عند أبناء الدنيا ، والصلاة بالملوك دون الصلاة بِعوام الناس ، فَمَن مَالَت نفسه إلى ما نهيته عنه خِفْته أن يكون حُسْن صوته فِتنة عليه ، وإنما ينفعه حُسن صوته إذا خَشي الله عز وجل في السر والعلانية ، وكان مُراده أن يُستمع منه القرآن ؛ ليَنْتَبه أهل الغفلة عن غَفلتهم ، فيَرغبوا فيما رَغّبهم الله عز وجل ، ويَنْتَهوا عمّا نَهَاهُم ، فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته ، وانتفع به الناس . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ : زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا . وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون . وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشيء كأذَنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ . وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِن صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته . وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليَد كالغرابيل . اهـ . وعلى الإمام أن يَتجنّب التصوير الْمُنافِي للإخلاص في صلاته ! وأن لا يكون هَمّه هو تجميع الناس ، ولا أن يُذكَر . وسبق الجواب عن : طريقة تلاوة منتشرة عند السودانيين اسمها "خلوة خرسي" http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4947 ما حكم سماع القرآن الكريم أو الأناشيد بصوت الفنانين والفنانات ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10161 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 11:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى