![]() |
هل الصواب أن نقول في دعاء الاستفتاح : (وتعالى جَدك) بالفتح أم (وتعالى جِدك) بالكسر ؟
هل هذا الكلام صحيح ؟ هناك خطأ شائـع في الصلاة في "دعاء الاستفتاح" أغلب المصلين عند قول دعاء الاستفتاح يقولون : (وتعالى جَدُك) وهذا غير صحيح لأن الله ليس له جد ولا ابن ولا صاحب ولا ولد فالصحيح هو: (وتعالى جِدُك) بكسر الجيـم جِدُك : اي غناك وما معنى وتعالى جدك ؟ وجزاك الله خيرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وجزاك الله خيرا . هذا غير صحيح ، لا مِن حيث الرواية ، ولا مِن حيث الفَهْم والدراية . وعلى الإنسان أن لا يَنشر شيئا حتى يتأكّد مِما يَنشر ، ولا يبني على رأيه واجتهاده ، وإنما يَبني على كلام وفَهم أهل العِلْم . فالصحيح أن يُقال : وتعالى جَدّك بِفتح الجيم ، بل رجّحه العلماء على كَسر الجيم في " جَدّك " ، وضَعّفوا كسر الجيم . وممن ضعّف كسر الجيم : أبو عُبيد القاسم بن سلاّم وابن جرير الطبري وابن عبد البر والنووي . ومما يُضعّف كَسر الجيم أنه جاء في القرآن بالفَتْح ، كما في قوله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا) . ومثله قول : اللهم لا مانع لِمَا أعطيت ، ولا مُعطي لِمَا مَنعت ، ولا ينفع ذا الْجَدّ مِنك الْجَد . رواه البخاري ومسلم . قال القاضي عياض : ولا ينفع ذا الْجَد منك الْجَد : بالفتح على الرواية المشهورة . وقال النووي : وقوله : " ذا الْجَدّ " المشهور فيه فَتح الجيم - هكذا ضبطه العلماء المتقدمون والمتأخرون - قال ابن عبد البر : ومنهم مَن رواه بالكسر ، وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : هو بالفتح ، قال : وقاله الشيباني بالكسر ، قال : وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل ، قال : ولا يعلم من قال غيره وضعف الطبري ومن بعده الكسر ، قالوا : ومعناه على ضعفه : الاجتهاد ، أي : لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده ، إنما ينفعه وينجيه رحمتك . وقيل : المراد ذا الجد والسعي التام في الحرص على الدنيا . وقيل : معناه الإسراع في الهرب ، أي : لا ينفع ذا الإسراع في الهرب منك هربه فإنه في قبضتك وسلطانك . والصحيح المشهور : الجَدّ بالفتح ، وهو الْحَظّ والغنى والعظمة والسلطان ، أي : لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظه ، أي : لا يُنجِيه حَظّه منك ، وإنما يَنفعه ويُنجِيه العمل الصالح . اهـ . وقال ابن رجب : وفي بعض نسخ البخاري : وقال الحسن : الْجَد غِنى . وهذا تفسير لِقوله : " ولا ينفع ذا الْجَد منك الْجَد " ، والْجَد - بِفتح الجيم - المراد به في هذا الحديث : الغِنى ، والمعنى : لا ينفع ذا الغِنى منك غِناه . اهـ . ومعنى الْجَدّ : العظمة والشَّرَف والغِنى . قال الخطابي : معنى الْجَد : العظمة ههنا . اهـ . وقال القاضي عياض : وقوله : " ولا ينفع ذا الْجَد منك الْجَد " أكثر الرواية فيها بِفتح الجيم ، أي : البَخْت والْحَظّ والعظمة والسلطان . اهـ . وقال ابن الجوزي : قوله : " ولا يَنْفَعُ ذا الْجَدِّ " وهو الغِنَي والحظُّ في الرِّزْق ، والمعنى إِنَّما تَنْفَعُه الطَّاعَةُ . اهـ . وقال ابن الأثير : في حديث الدعاء : " تباركَ اسْمُك وتعالى جَدُّك " ، أي : عَلاَ جَلاَلُك وعظَمَتُك . والجَدُّ : الحظُّ والسَّعادة والغنَى . ومنه الحديث : " ولا يَنْفَع ذا الْجَدّ منك الْجَدُّ " ، أي : لا ينفع ذا الغِنَى منك غِنَاه ، وإنَّما ينفعُه الإيمانُ والطاعة . اهـ . وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) الْجَد في اللغة : العظمة والجلال ... فمعنى : جَدّ ربنا ، أي : عَظَمته وجَلاله . وقال ابن كثير : وقوله : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (جَدُّ رَبِّنَا) أي : فِعله وأمْره وقُدرته . وقال الضحاك عن ابن عباس : جَدّ الله آلاَؤه وقُدرته ونِعمته على خَلقه . ورُوي عن مجاهد وعكرمة : جَلال رَبّنا . وقال قتادة : تعالى جَلاله وعظمته وأمْره . وقال السدي : تعالى أمر رَبّنا . وعن أبي الدرداء ومجاهد أيضا وابن جُرَيج : تعالى ذِكْره . وقال سعيد بن جبير : (تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) أي : تعالى رَبّنا . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 08:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى