![]() |
ما معنى حديث : لا طِيرة ، وخيرها الفأل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير ونفع فضيلة الشيخ أريد شرح هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا طيرة. وخيرها الفأل». قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟! قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وحفظكم وأعلى مقامكم في الدنيا والآخرة http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gifالجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب الفأل ، ولَمّا سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : عن الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يَسمعها أحدكم . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا عدوى ولا طِيَرة ، ويعجبني الفأل ، قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : الكلمة الحسنة . فالنبي صلى الله عليه وسلم يُحِبّ الكلمة التي تدلّ على خير ، ويكون فيها يُسْر ، ولذلك لَمّا جاء سُهيل بن عَمرو رضي الله عنه يوم الحديبية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لَقَد سَهُل لَكُم مِن أَمْرِكُم . رواه البخاري تعليقا . قال العيني : تفاءل النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِاسْمِ سُهَيْل بن عَمْرو على أَن أَمْرَهم قد سَهل لَهُم . اهـ . وقال الباجي : ولا يجري هذا مَجرى الطِّيَرة ؛ لأن الفأل إنما هو لاستحسان اسم يتضمن نجاحا ، أو مَسَرّة ، أو تسهيلا ؛ فتطيب النفس لذلك . اهـ . وفي حديث أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعجبه إذا خَرَج لحاجة أن يَسمع : يا راشد ، يا نجيح . رواه الترمذي ، وصححه الألباني . قال ابن عبد البر : وقد رَوى حماد بن سلمة عن حُميد الطويل عن بَكر بن عبد الله المزني قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توجّه لحاجة يُحب أن يسمع : يا نجيح ، يا راشد ، يا مبارك . وقال ابن عون عن ابن سيرين : كانوا يَستحبون الفأل ، ويكرهون الطِّيَرة . قال ابن عون : ومثل ذلك أن تكون باغيا طالبا ، فتَسْمَع : يا واجد ، أو تكون مريضا ، فتَسْمَع : يا سالم . اهـ . وقال ابن العربي : الفأل هو الاستدلال بما يَسمع مِن الكلام على ما يُريد من الأمر إذا كان حَسنا ، فإن سَمِع مكروها فهو تطيّر ، وأمَر الشَّرع بأن يَفرح بالفأل ، ويمضي على أمره مسرورا به ، فإذا سَمع المكروه أعرض عنه ولم يَرجع لأجله ، وقال كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا طير إلاّ طيرك، ولا خير إلاّ خيرك ، ولا إله غيرك . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفأل الذي يُحِبّه : هو أن يَفعل أمْرًا ، أو يَعزم عليه مُتوكِّلا على الله ، فيَسمع الكلمة الحسنة التي تَسرّه ، مثل : أن يسمع : يا نجيح ، يا مُفلح ، يا سَعيد ، يا منصور ، ونحو ذلك . اهـ . ولا يجوز أن يَرجع الإنسان عن حاجته لأجل كلمة سَمِعها ، فإن فَعَل فقد أتى بَابًا مِن أبواب الشِّرك . ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن رَدّته الطيرة مِن حاجة ، فقد أشرك ، قالوا : يا رسول الله ، ما كفارة ذلك ؟ قال : أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلاّ خيرك ، ولا طير إلاّ طيرك ، ولا إله غيرك . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط . وينبغي العِلْم بأن الفأل لا تأثير له في العَزم ، ولا في ترك العمل ، وإنما هو مما يَنشرح به الصدر ، وترتاح له النَّفس ، ويَحسُن به الظنّ . قال الشيخ حافظ الحكمي : ومِن شرط الفأل أن لا يَعتمد عليه ، وأن لا يكون مقصودا ، بل أن يتفق للإنسان ذلك مِن غير أن يكون له على بال . ومِن البدع الذميمة والمحدثات الوَخيمة مأخذ الفأل مِن المصحف ، فإنه مِن اتخاذ آيات الله هزوا ولعبا ولَهْوا , ساء ما يعملون . وما أدري كيف حال من فتح على قوله تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ) ، وقوله : (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ) ، وأمثال هذه الآيات . ويُروى أن أول من أحدث هذه البدعة بعض الْمَرْوانِيّة ، وأنه تفاءل يوما ففتح المصحف ، فاتفق لاستفتاحه قول الله عز وجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) الآيات . فيُقال : إنه أحرق المصحف غضبا مِن ذلك , وقال أبياتا لا نُسوّد بها الأوراق . والمقصود أن هذه بدعة قبيحة , والفأل إذا قَصَده المتفائل فهو طِيرة ، كالاستقسام بالأزلام , وقد رَوى الإمام أحمد في تعريف الطيرة حديث الفضل بن العباس رضي الله عنهما : " إنما الطيرة ما أمْضَاك أو رَدّك " . اهـ . وسبق الجواب عن : هل حديث : " لا عدوى ولا طيرة " صحيح ؟ وما معناه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11866 ما حكم التفاؤل والتشاؤم في الإسلام ؟ وكيف يكون الشؤم في المرأة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2139 ما هي حدود التفاؤل والأمل في الإسلام ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18442 ماذا تعني الطيرة ؟ وما هي علاقتها بالشؤم أو الفأل ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18701 ومقال بعنوان : رَأى النَّعش فَتفاءل http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5808 وخُطبة جُمعة عن .. (حُسن الظن بالله) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16846 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى