![]() |
ما حكم السفر لبلاد الكفر للسياحة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل لدي استفسار وهو اني اناقش احدى القريبات في حكم السفر لبلاد الكفر للسياحة وانه لايجوز قالت انه ليس هناك دليل على حرمة السفر لهذه البلاد وانها لن تقيم فقط للسياحة وعندما اوردت حديث دلت الأدلة على تحريم المقام بين ظهراني المشركين قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ) . أجابت انها تخص المشركين وهم عبدة الأوثان اي ان الحديث مختص بالمشركين فقط اريد الأجابة جزاكم الله خيرا وكتب اجركم |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . كثير مِن الناس إذا كان له هوى أخذ في تأويل النصوص وليّ أعناقها ! وِفق هواه ! وهذا مِن القول على الله بِغير عِلْم ، ومِن التقوّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهل هي مِن أهل العِلْم والفتوى حتى تقول تلك الأقوال وتُفتي بِما تُفتي به ؟! القول على الله بغير عِلْم قَرِين الشِّرك بالله عَزّ وَجَلّ ، كما قال ربّ العِزّة سبحانه : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) . ولم يقُل أحد – فيما أعلم - إن الحديث خاص بالمشركين عبدة الأوثان ! بل هو عام في كل مُشرِك ، سواء كانوا يهودا أو نصارى أو مجوسا أو وثنيين ؛ لأن كل هؤلاء يَشمَلهم وصف الشرك ، وإن كان لليهود والنصارى أوصاف خاصة . وبالنظر إلى مقاصِد الشرع ، فإن السفر إلى بلاد الكفار يُمنع مِنه شرعا ، خاصة إذا كان بِقصد السياحة . فإن السفر الطويل والقصير إلى بلاد الكفار بِقصد السياحة لا يخلو مِن مخاطِر على دِين وعقيدة المسلم ، وربما فُتِن المسلم في دِينه ، وهو لا يشعر . ومن الذي يأمَن على نفسه الفتنة ؟ وربما رجع بعض الناس بعد رحلة سياحية بِنظرة احتقار وازدراء للمسلمين ولِبلادهم ! وهذا كثير مُشاهَد . وأسوأ مِن ذلك : إعجاب بعض المسافرين للسياحة بِالكفّار وبأخلاقهم . وأسوأ وأشنع مِن ذلك : إذا فضّل الكفار على المسلمين ! وهذا كُفر ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) . والأصل بقاء النصوص على عمومها ما لم يَرِد ما يُخصّصها . كما أن العِبرة بِعموم اللفظ لا بِخصوص السبب . وسبق الجواب عن : حكم البعثات العلمية إلى بلاد الكفار http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14116 حكم السفر للسياحة إلى دول الخليج وإلى أي بلد لا يحكم بالشريعة الإسلامية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13753 التحذير مِن القول على الله بغير عِلْم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15126 خطورة القول على الله بِغير عِلم http://cutt.us/3UkRv خُطبة جمعة عن .. (الاحتفاء بالكفار) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17623 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 05:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى