![]() |
أثَمَّ إلهان في قوله " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله "؟
السؤال فضيلة الشيخ المكرم السلام عليكم ورحمة الله ذكر العلماء أن النكرة إذا أعيدت نكرة فالثانية خلاف الأولى ، أم المعرفة إذا أعيدت معرفة فالثانية عين الأولى واستشهدوا لذلك بأدلة كثيرة ومنها قول ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " قال : ولن يغلب عسر يسرين. وسؤالي : في قوله تعالى :" وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " فالنكرة أعيدت نكرة لا معرفة ، فهل معنى ذلك أن ثمَّ إلهين؟ وما الجواب ؟!! وجزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . إنما يَكون ذلك إذا لم تتعارَض الحقيقة اللغوية مع الحقيقة الشرعية ، فإذا تعارَضَت الحقيقة اللغوية مع الحقيقة الشرعية ، قُدِّمَت الحقيقة الشرعية ؛ لأن قواعد اللغة تابِعة للقرآن , ولا عكس ، وقواعد اللغة إنما وُضِعَت حينما ظَهَر اللحن في اللغة . بالإضافة إلى قيام الأدلة الكثيرة على وحدانية الله . كما أنه يُمكن حَمْل إعادة النكرة على اختلاف العابدين ؛ فإن العابِدِين في السماء غير العابِدين في الأرض . وأما الإله فهو واحِد أحَد تبارك وتعالى . قال ابن جرير في تفسيره : وقوله : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ) يقول تعالى ذِكْره : والله الذي له الألوهة في السماء معبود ، وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود . اهـ . قال ابن كثير : أي : هو إله مَنْ في السماء ، وإله مَنْ في الأرض . وقال : وقوله : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ) ، أي : هو إله مَن في السماء ، وإله مَن في الأرض ، يَعبده أهلهما ، وكلهم خَاضِعون له ، أذِلاّء بين يديه . وهذه الآية كَقَولِه تعالى : (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) ، أي : هو الْمَدْعُوّ ، الله في السماوات والأرض . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 02:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى