منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم السنـة النبويـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=24)
-   -   كيف الجواب عن الحديث الذي استعاذ فيه الأعرابي بغضب رسول الله ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14811)

راجية العفو 24-08-2016 10:54 PM

كيف الجواب عن الحديث الذي استعاذ فيه الأعرابي بغضب رسول الله ؟
 

السؤال


شيخنا الفاضل

ما الجواب عن هذ الحديث والعبارة المظللة باللون الأحمر ، حيث استعاذ الأعرابي بغضب رسول الله ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما هو معلوم أن الاستعاذة عبادة لا يجوز صرفها إلا لله؟

أخرج أبو يعلى في مسنده بسنده عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : كُنَّا ، عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ ، وَكَانَإِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ دَامَ بَصَرُهُ مَفْتُوحَةً عَيْنَاهُ ، وَفَرَغَ سَمْعُهُ، وَقَلْبُهُ لِمَا يَأْتِيَهُ مِنَ اللهِ ، قَالَ : فَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَمِنْهُ ، فَقَالَ لِلْكَاتِبِ : اكْتُبْ {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَالْمُؤْمِنِينَ} ، {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قَالَ : فَقَامَالأَعْمَى ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا ذَنْبُنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ،فَقُلْنَا لِلأَعْمَى : إِنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمفَخَافَ أَنْ يَكُونَ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ ، فَبَقِيَ قَائِمًايَقُولُ : أَعُوذُ بِغَضَبِ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صلى اللهعليه وسلم لِلْكَاتِبِ : اكْتُبْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} . وأخرجه الطحاوي فيمشكل الآثار وغيره وصححه ابن حبان و قال مقبل الوادعي : حديث حسن وقال شعيبالأرنؤوط : إسناده قوي

الجواب :
الحديث فيه ضَعْف مِن جهتين :
الأول : الاضطراب ؛ فَمَرَّة يرويه عبد الواحد بن زياد عن عاصم بن كليب عن أبيه عن الفلتان بن عاصم .
ومرة ثانية يرويه عبد الواحد بن زياد عن عاصم بن كليب عن الفلتان بن عاصم . (بإسقاط كُليب بن شهاب ، والدِ عاصم) .
والثانية : لِضَعْف كُليب بن شِهاب .
قال النسائي : كليب هذا لا نَعلم أن أحدا رَوَى عنه غير ابنه عاصم بن كليب وغير إبراهيم بن مهاجر ، وإبراهيم بن مهاجر ليس بِقَويّ في الحديث .
ولذلك قال الذهبي في " الكاشِف " : وُثِّق .
وفَرْق بين (وُثِّق) المبني للمجهول ، وبين ( ثِقَة ) .

فمثل هذا لا تقوم به حُجّة .

ومع ذلك فقد وَرَد في رواية الطحاوي :
فَقُلْنَا لِلأَعْمَى: إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ قَالَ: فَبَقِيَ قَائِمًا يَقُولُ : أَتُوبُ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
وفي رواية الطبراني في الكبير : فقام الأعمى، فقال : ما ذنبنا ؟ فأُنْزِل عليه ، فقلنا للأعمى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل [عليه]، فَبَقِي قائما يقول : أتوب إلى الله ..

ثم هو مُخالِف لِمَا في الصحيحين ؛ فقد روى البخاري ومسلم مِن حديث زَيْد بن ثَابِتٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى عَلَيْهِ (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَاللهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ ، وَكَانَ أَعْمَى ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَأَنْزَلَ اللهُ (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) .

ولو صحّت الرواية لِكان حَملها على أن معنى ( الباء ) في (أَعُوذُ بِغَضَبِ رَسُولِ اللهِ) بمعنى (مِن) ؛ لأن أحرف الجرّ يَنوب بعضها عن بعض ، ولِورورد روايات أخرى تُبيِّن المقصود ، وهو قول الأعمى : (أتوب إلى الله .. أتوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



الساعة الآن 12:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى