رفضت بناء مسجِد لأخي المتوفّى حتى لا يكون لعمّي مصلحة من البناء فما رأيك فضيلتكم ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله
أمتلك عقارا ليس بقليل مِن أراضي بناء وفي مكان حيوي بمنتصف المدينة وذات يوم عرض علي عمي أن أقوم ببناء مسجد كبير وأجعله صدقة جارية لأخي الأصغر الذي توفي بحادث وكان له نصيب في هذا العقار . فأخذت القرار بالرفض وما جعلني أرفض أن عمي له مصالح خاصة ودنيوية كبيرة في بناء المسجد لأنه يمتلك مساحة أراضي بجواري وبعدها أشعر بألم ومرارة لأنني رفضت ، كما أشعر بتقصير في حق أخي الأصغر .
فهل هناك إثم علي وإن كان فكيف أكفر عنه ؟
وإن لم يكن هناك إثم ، فهل هناك بديل لفعل الخير وإيصال حق أخي الأصغر ؟
أفيدونا مأجورين

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

أولا : يجب إخراج نصيب أخيك ثم يُوزَّع توزيع المواريث ، ولا يجوز التصرف بِمَالِه إلاّ بِرضا ورثته ؛ لأن المال انتقل للورثة بِوفاته .

ثانيا : إذا رَضي الورثة بالتصدّق عن أخيك ، فافعل وفاء له وَبِرّا به ؛ إما ببناء مسجد ، وإما بسُقيا الماء ، وإما بغير ذلك مما يَصِله بِرّه وثوابه .

ثالثا : إن كان لِعَمِّك مصلحة في شراء أرض مِن عنده ، أو غير ذلك ، فَعَمُّك مِن أوْلَى الناس بالبرّ ؛ لأن العَمّ مثل الأب ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : عَمّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام النووي : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَمّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ " ، أَيْ : مِثْلُ أَبِيهِ ، وَفِيهِ تَعْظِيمُ حَقِّ الْعَمِّ . اهـ .

وسبق :
ما هي الأعمال التي يصلح أن يقدمها أهل الميت لتنفعه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=857

الصدقة الجارية عن الميت
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=388

أفضل الأعمال التي تَصِل إلى الأموات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=524

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض