![]() |
ما حكم الموسيقى بشكل عام ؟ وهل سماع الموسيقى في الأغاني الإسلامية حرام ؟
ما حكم الموسيقى بشكل عام ؟ وهل سماع الموسيقى في الأغاني الإسلامية حرام ؟
الجواب : لا يجوز الاستماع إلى الموسيقى ، والموسيقى عموما من مزامير الشيطان ، وهي من المعازف التي جاء الإسلام بِتحريمها ، ضمن أدلة كثيرة صحيحة صريحة في تحريم المعازف ، وليس هناك أغاني إسلامية ! وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيُبيّتهم الله ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري . والعَلم هو الجبل . وقد كثُرت الأقوال عن سلف هذه الأمة في النهي عن الغناء ، وإن كان مِن غير آلة موسيقية قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) هو الغناء وأشباهه . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : واللهِ هو الغناء . وقال رضي الله عنه : الغناء يُنبت النفاق في القلب . وسأل إنسانٌ القاسمَ بن محمد عن الغناء , فقال: أنهاك عنه ، وأكرهه ، قال : أحرام هو ؟ قال : انظر يا ابن أخي ، إذا مَيَّز الله الحق من الباطل ؛ في أيّهما يَجعل الغناء ؟ رواه البيهقي . وحَدَّث كثير بن زيد أنه سَمِع عبيد الله بن عبد الله بن عمر يقول للقاسم بن محمد : كيف ترى في الغناء ؟ فقال القاسم : هو باطل ، قال : قد عَرَفْتُ أنه باطل ، فكيف ترى فيه ؟ قال القاسم : أرأيت الباطل ، أين هو ؟ قال : في النار ، قال : فهو ذاك . قال ابن القيم : وقال رَجل لابن عباس رضي الله عنهما : ما تقول في الغناء ، أحلال هو أم حرام ؟ فقال : لا أقول حراما إلاّ ما في كتاب الله فقال : أفَحَلال هو ؟ فقال : ولا أقول ذلك ، ثم قال له : أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة ، فأين يكون الغناء ؟ فقال الرجل : يكون مع الباطل ، فقال له ابن عباس : اذهب فقد أفتيت نفسك . اهـ . وقال الفضيل بن عياض : الغناء رُقية الزنا . وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السكر ، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء ؛ إن الغناء داعية الزنا . رواه البيهقي في شعب الإيمان . قال خالد بن عبد الرحمن : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل ، فأرسل إليهم بُكرة فَجِيء بهم ، فقال : إن الفَرس لَتَصْهل فتسوق له الرمكة ، وإن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة ، وإن التيس لينبّ فتسترمّ له العَنْز ، وان الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ، ثم قال : اخْصُوهم ! فقال عمر بن عبد العزيز : هذا مُثْلَة ، ولا يَحِلّ ، فَخَلَّى سبيلهم . رواه البيهقي في شعب الإيمان . وكَتَب عمر بن عبد العزيز إلى مُؤدِّب وَلده : ليكن أول ما يعتقدون مِن أدبك بُغْض الملاهي التي بَدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن جل وعز ، فإنه بَلَغني عن الثقات مِن حَمَلَةِ العِلْم أن حُضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها يُنْبِت النفاق في القلب كما يُنْبِت الماء العشب . والغناء فِعْل أهل الفسق والفجور والسَّخافة ! ولا يمتهن الغناء عاقل ولا مَن يحترم نفسه، وذلك في كُلّ مُجْتَمع ، وإنما هُم سَقَط المجتمعات وحُثالتها . قال رجل للحسن البصري : ما تقول في الغناء يا أبا سعيد ؟ فقال : نِعْم العَون على طاعة الله تعالى ؛ يَصِل الرَّجُل به رَحِمه ، ويُواسي به صديقه . قال : ليس عن هذا أسألك . قال : وَعَمّ سألتني ؟ قال : أن يُغَنِّي الرَّجُل . قال : وكيف يُغَنّي ؟ فجعل الرَّجُل يَلوي شِدْقيه ، ويفتح منخريه ! فقال الحسن : والله يا ابن أخي ، ما ظننت أن عاقلا يفعل بنفسه هذا أبدا ! وقد بَيَّن ابن الجوزي أن الغناء يُخْرِج الإنسان عن الاعتدال ، ويُغير العَقْل . قال : وبيان هذا : أن الإنسان إذا طَرِب فَعَل ما يَستَقْبِحه في حال صَمْتِه مِن غيره ، مِن تَحْريك رأسه ، وتَصْفَيقِ يَديه ، ودَقّ الأرض بِرِجْلَيه ، إلى غير ذلك مما يَفعله أصحاب العقول السخيفة ! والغناء يُوجِب ذلك ، بل يُقارِب فِعْلُه فِعْل الخمر في تَغطية العقل ، فينبغي أن يَقع المنع منه . اهـ . وقد نصّ العلماء على أنه لا يَضْرِب الدفّ إلاَّ مَن كان مِن المخنّثين ! قال ابن قدامة : وَأَمَّا الضَّرْبُ بِهِ لِلرِّجَالِ فَمَكْرُوهٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ ؛ لأَنَّهُ إنَّمَا كَانَ يَضْرِبُ بِهِ النِّسَاءُ ، وَالْمُخَنَّثُونَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِهِنَّ ، فَفِي ضَرْبِ الرِّجَالِ بِهِ تَشَبُّهٌ بِالنِّسَاءِ ، وَقَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَلَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ : مُخَنَّثًا ! وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث ، وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلامِهِمْ . وقال في موضع آخر : كَانُوا يُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث . اهـ . والغناء صادّ عن ذِكْر الله ، صارِف القلب عن القرآن قال ابن القيم - رحمه الله - : حُبّ الكتاب وحُبّ الحان الغناء *** في قلب عبد ليس يجتمعان وقال : فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسد القلب هاج في النفاق . اهـ . وهل رأى الناس مُغنّيا يدعو إلى فضيلة ؟! أو يحثّ على فعل خير ؟! والجواب : لا . وما ذلك إلاّ لأن الغناء مِزمار الشيطان ! ولا شك أن الغناء إذا كان مصحوبا بآلة موسيقية فهو أشدّ في التحريم . قال ابن عباس رضي الله عنهما : الدف حَرام ، والمعازف حرام ، والكُوبة حرام ، والمزمار حرام . رواه البيهقي ، وقال الألباني : إسناد صحيح . قال الإمام البيهقي رحمه الله : وان لم يداوم على ذلك ( يعني على الغناء ) لكنه ضرب عليه بالأوتار ، فإن ذلك لا يجوز بِحَال ، وذلك لأن ضرب الأوتار دون الغناء غير جائز لِمَا فيه من الأخبار . ( يعني ما جاء فيه من الأدلة ) . ولذلك كان السلف يشقّون الطبول والدفوف ، ولا يُضمّنون من كسرها أو شقّ آلة غناء . روى ابن أبي شيبة من طريق عن إبراهيم قال : كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري في الأزقّة معهن الدفّ فيشقّونها . وروى ابن الجعد في مسنده من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد قال : رأيت جدي زبيدا ورأى جارية معها زمارة مِن قَصب فأخذها فَشَقَّها ، ورأى جارية معها دُفّ فأخذه فكسره . وبوّب البخاري : باب هل تُكسر الدِّنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق ؟ فإن كَسر صَنما أو صَليبا أو طُنبورا أو ما لا يُنتفع بِخَشبه . وأُتي شُريح في طنبور كُسِر فلم يَقْض فيه بشيء . واستماع الأغاني والموسيقى من أسباب العذاب ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : يكون في أمتي قَذْفٌ ومَسْخٌ وخَسْف . قيل : يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال : إذا ظَهَرَتِ المعازِف ، وكَثُرَتِ القِيان ، وشُرِبَتِ الْخُمُور . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني . وقد يَدّعي أقوام أن الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب ! وليس الأمر كذلك ، فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في الغناء . وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثاً : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) . ومما هو مشاهد محسوس معلوم أنَّ مَن اسْتَلذّ بسماع الأغاني لا يُمكن أن يَجِد حلاوة تلاوة كلام الله عز وجل ، وإن قرأ القُرآن . وليس في الإسلام ما يُسمّى بالأغاني الإسلامية !! ولا عُرِف هذا في عُرْف العلماء . قال ابن القيم عن الغِناء : وأما سَمَاعه مِن المرأة الأجنبية أو الأمْرَد ؛ فمِن أعظم المحرمات ، وأشدّها فَسَادا للدّين . قال الشافعي رحمه الله : وصاحِب الجارية إذا جَمَع الناس لِسَمَاعِها ، فهو سَفِيه تُرَدّ شَهادته ، وأغْلَظ القَول فيه ، وقال : هو دِيَاثَة ؛ فَمَن فَعَل ذلك كان دَيّوثا ! قال القاضي أبو الطيب : وإنما جَعَل صَاحِبها سَفِيهًا ؛ لأنه دَعَا الناس إلى الباطل ، ومَن دَعَا الناس إلى الباطل كان سَفِيها فَاسِقًا . قال : وكان الشافعي يكره التغبير، وهو الطّقْطَقَة بِالقَضِيب ، ويقول : وَضَعَتْه الزّنَادِقة لِيَشْغلوا بِه عن القرآن . قال : وأما العود والطّنْبُور وسائر المَلاهي ؛ فَحَرَام ، ومُسْتَمِعه فَاسِق . وقال ابن القيم : حَكَى أبو عَمْرو بن الصّلاح الإجْماع على تحريم السّمَاع الذي جَمَع الدّفّ والشّبابة والغِناء ، فقال في فتاويه : أمّا إبَاحَة هذا السّمَاع وتَحْلِيله ، فليُعْلَم أن الدّفّ والشّبابة والغِناء إذا اجْتَمَعت فاسْتِمَاع ذلك حَرَام عند أئمة المَذَاهب وغيرهم مِن عُلماء المسلمين . ولم يَثْبت عن أحدٍ مِمّن يُعْتَدّ بِقَوله في الإجماع والاختلاف أنه أبَاح هذا السّمَاع . اهـ . قال أبو هلال العسكري في " التلخيص " : واليَرَاعةُ : القَصَبةُ الَّتِي يَزْمُر بها الرَّاعي ، والعامَّةُ تسمِّيها الشَّبَّابة ، وهيَ مولَّدة . ويقولون : قَصَب فلانٌ يَقصب ، إِذا زمرَ بِاليَرَاع . والنَّايُ فارسيّ ، وهوَ بالعربيَّةِ المزمار . اهـ . لفتَة : لو لم يَكن مِن سوء الغناء إلاّ أن العرب تُسمّيه (سَمَادًا) لَكَفى في ذمّه ! قال الله عَزّ وَجَلّ : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) سامِدُون : لاهُون مُعْرِضُون تُغنُّون ! قال ابن عباس : هو الغِناء ، وهي يَمَانِيّة ، يقولون : اسْمُد لَنَا : تَغَنّ لَنَا . وقال : الغِناء باليَمَانِيّة: اسْمُد لَنَا . رَواهُمَا ابن جرير الطبري في تفسيره . وهذا كان دَيْدَن الْمُعرضِين : يُعارِضُون الوَحْي بِأصْوات الغناء ! وخَتْم الآيات بِقولِه : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) يُعلَم مِنه أن الأغاني تصُدّ عن ذِكْر الله وتشغل عن العبادة ، ولو لم يكن فيها إلاّ أنها تُقسّي القلب ؛ لَكَفَى . ولذلك خَتَم الله عَزّ وَجَلّ الآيات بالأمْر بالعبادة ، وهو خِلاف حال الْمُعرِضِين اللاّهِين . وسبق الجواب عن : هل سماع الأغاني أو الموسيقى حرام أم لا ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=149 هل الموسيقى حلال ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=129 هل يجوز حضور مجالِس يُسمَع فيها الغِناء ؟ وهل يجوز أن تُستبدل أشرطة الدفوف بالغناء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14856 ما حكم الدف المفتوح من جهة والآلة المغلقة من جهتين ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11727 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 07:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى