![]() |
هل هو صحيح أن المذاهب محصورة بالمذاهب الأربعة ، وأنه لا يجوز الخروج على هذه المذاهب ؟
السلام عليكم شيخنا الفاضل ...
هناك من كان يناقشنا ويقول بأن المذاهب محصورة بالمذاهب الأربعة وأنه لا يجوز الخروج على هذه المذاهب لأن الائمة الأربعة أعلم الأمة بالحديث والفقه ولم يأت احد بعدهم أفضل منهم علما .. فهل يصح هذا القول ؟ وجزاكم الله خيرا . الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . لا يصح هذا القول ؛ والأئمة الأربعة لم يَدّعوا هذا لأنفسهم ! بل ولا الصحابة وأئمة التابِعين مِن قبلهم ، لم يدَّع أحدٌ منهم أنه أعلم الناس . قال ابن عباس رضي الله عنهما : كلّ أحد يُؤخذ مِن قوله ويُترَك إلاّ محمد صلى الله عليه وسلم . وجاء نحوه عن تلميذه : مُجاهِد بن جَبر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ الْمَحْض ؛ بل كُلّ أحدٍ يُؤخذ مِن قوله ويُتْرَك إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس كُلّ مَن يُترك بعض كلامه لِخَطأ أخطأه يُكَفَّر ولا يُفسّق ، بل ولا يأثم . اهـ . وقال رحمه الله : ولَفظ الشَّرع يُقال في عُرف الناس على ثلاثة معان : الشَّرع الْمُنَزّل : وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا يجب اتباعه ، ومَن خَالَفه وَجَبَت عقوبته . والثاني : الشّرع الْمُؤوّل ، وهو آراء العلماء المجتهدين فيها ، كمذهب مالك ونحوه . فهذا يَسوغ اتباعه ولا يَجب ولا يَحرُم ، وليس لأحد أن يُلزم عموم الناس به ولا يَمنع عموم الناس منه . والثالث : الشّرع الْمُبَدَّل ، وهو الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أو على الناس بشهادات الزور ونحوها والظلم البَيِّن ؛ فمن قال إن هذا مِن شرع الله فقد كَفَر بلا نِزاع . اهـ . وقال الإمام الذهبي : كُلّ أحَدٍ يُؤخَذ مِن قَوله ويُتْرَك إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . اهـ . وقد عَلَم الهدهد ما خَفِي على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، الذي أُوتي مُلكا لم يُؤتَه أحد من بعده . وعَلِم الْخَضِر مسائل خَفِيَت على نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ، وهو مِن أُولي العَزم مِن الرُّسُل . وليس مِن شَرْط العالِم الكبير أن لا تَخفَى عليه مسألة بل مسائل . وقد خَفِيَت مسائل على كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضيَ اللّهُ عنهما ، وخَفِيتْ مسائل على كبار الأئمة . وأخطأ الأئمة الكبار في مسائل . قال الإمام مالك : ومَن ذا الذي لا يخطئ ؟ وقال الإمام عبد الرحمن بن مَهدي : مَن يُبرئ نفسه مِن الخطأ ، فهو مجنون ! وقال البويطي : سمعت الشافعي يقول : قد ألَّفت هذه الكتب ولَم آل فيها ، ولا بُدّ أن يوجد فيها الخطأ ، إن الله تعالى يقول : (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) . فما وَجَدتم في كتبي هذه مما يُخالِف الكتاب والسنة فقد رَجَعت عنه . وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله [الإمام أحمد] يقول : ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد - يعني القطان - ولقد أخطأ في أحاديث ! قال أبو عبد الله : ومَن يَعرَى مِن الخطأ والتصحيف ؟! وممن جاء مِن بعد الأئمة الأربعة : الإمامان : البخاري ومُسلم ، وصارا مَرجِعا للأمّة وللأئمة مِن بعدهم . وكذلك أصحاب السُّنن وغيرهم . بل وكان في زَمن الأئمة مَن هو مثلهم في علمهم ، وكان منهم مَن له مذهب متبوع ، إلاّ أنه اندثَر . وكان قَبلَهم مِن أئمة التابعين مَن هو أعلَم منهم . وذَكر شيخنا العلاّمة الشيخ عبد الكريم الخضير أن الشيخ محمد رشيد رِضا سُئل عن شيخ الإسلام : هل هو أعلم مِن الأئمة الأربعة ، أو هم أعلم منه ؟ فقال : مِن وَجه باعتبار أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى تَخَرّج على كتب الأئمة ، وكتب أصحابهم فَلَهم الفَضل عليه ، وباعتبار إحاطته بِمَا كتبه هؤلاء الأئمة فهو أوْسَع منهم عِلْما . اهـ . والعِلْم لا ينحصر في الأئمة الأربعة رحمهم الله وجزاهم عنا وعن الإسلام خير الجزاء ، ولا زَعَم أحد مِنهم أنه أحاط بالعِلْم كلّه . وأكْثَرَ العُلماءُ مِن قول : لا أدري .. وسبق الجواب عن : كيف أعرف أني مِن الطائفة المسلمة التي ستدخل الجنة ، ومَن هي الطوائف التي ستدخل الجنة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18358 الرافضة يطعنون في عمر لأنه غاب عنه أحاديث الاستئذان والتيمم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5116 لا أدري http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14166 ما حكم من كان على مذهب وعمل شيء من مذهب آخر ؟ http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=72632 والله لا أُكلّمك أبدا http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2143 هل أتبع المذهب المالكي أم أني أتبع ما يقوله الشيخ ابن باز رحمه الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=963 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 02:50 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى