![]() |
ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في جهودكم شيخنا الكريم فضيلة الشيخ ما حكم تساهل النساء في زماننا هذا في استعمال ألفاظ خادشة للحياء ، وما حكم فحش الكلام مع الرجال ، وما هي نصيحتكم لهذه الفئة ؟ وما هي صفات المسلمة التقية ؟ وجزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . اقْتَرَن الحياء بالإيمان زِيادة ونقصا ، فكلّما زاد الإيمان زاد الحياء ، وكلّما نقص الإيمان نقص الحياء ، حتى يَذْهَب الحياء بِذَهاب الإيمان . قال عليه الصلاة والسلام : الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما . وصححه الألباني . والحياء خُلُق الإسلام . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خُلُقا ، وخُلُق الإسلام الحياء . رواه ابن ماجه ، وحسّنه الألباني . وقد وُصِف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بِشِدّة الحياء ، مع قيامهم بأمْر الله عزَّ وجَلّ ، بل وُصِف بِشِدّة الحياء ومَن وُصِف بالقوّة والشدّة . فَوُصِف موسى عليه الصلاة والسلام بأنه شديد الحياء . كما في الصحيحين . ووُصِف نبيّنا صلى الله عليه وسلم بأنه أشدّ حياء مِن العَذْراء في خِدْرها . كما في الصحيحين . وهذا يَعني : أن الفتاة العذراء مَضْرِب الْمَثَل في الحياء . ومما يُؤسَف له في هذا الزَّمَن : أنْ قَلّ الحياء عند كثير مِن النساء ، وصارت الوقاحة وصَفَاقة الوجه ، والْجُرأة في القول والغلظة فيه ، في كثير مِن النساء سِمَة واضِحَة ، حتى يَلمَس ذلك مَن يَتصفّح مواقع التواصل ، أو يَمشي في الأسواق . وصَارَتْ كثرة الخروج والدخول ، وارتياد الأسواق والأماكن العامة بِصِفة يومية ، وأماكن التفرّج ، وغيرها ، بِدَلا عن القرار في البيوت الذي أمَرَ الله عزَّ وجَلّ به . مع ما يُصاحب ذلك الخروج مِن ضَعف في الحجاب والتستّر ، واستعمال العطورات ، ورَفع الصوت ، إلى غير ذلك مما يُنافي خُلُق الإسلام ، وهو الحياء ، ويُنافي طبيعة المرأة وأنوثتها التي فَطَرها الله عليها . ولا شَكّ أن المرأة التقيَّة تَتَّصِف بالحياء ، بل بِشِدّة الحياء ، ولا تتخلّى عن حيائها مهما كان الأمر . وتُراعي المرأة ذلك على سبيل التعبّد لله عزَّ وجَلّ ، فالله أمَر المرأة أن تغضّ مِن بَصرها وتخفض صوتها ، فقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) . وقال عزَّ وجَلّ في شأن أطهر نساء العالمين : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) . وقال تعالى مُؤدِّبا للمؤمنين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) . قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْرُه : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك مِن وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن مِن عوارض العين فيها التي تَعرِض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحْرَى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ . وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب . وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ . ولَمّا ذَكّر الله تبارك وتعالى أمّهات المؤمنين بِمكانتهن ، وأنَّهنّ لَسْنَ كَغيرِهنّ مِن النساء ، قال الله عزَّ وجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) ، فقيَّد الأمر بالتقوى ، أي : إن اتّقيتُنّ الله تَنَلْنَ تلك الْمَنْزِلة . قال ابن كثير : هذه آداب أمَر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تَبَع لَهُن في ذلك ، فقال مُخاطبا لِنِساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّهنّ إذا اتَّقَيْن الله كما أمَرَهُنّ ، فإنه لا يُشْبِهُهن أحَدٌ مِن النساء ، ولا يَلْحَقُهن في الفضيلة والمنْزِلة . اهـ . والمرأة تَعرِف مِن وَليّها الحرص والغيرة عليها ؛ فتُراعي ذلك طاعة وتعبُّدا لله . قالتْ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرَ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَه ، وأستقي الماء ، وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبز ! وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكنّ نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس . رواه البخاري ومسلم . وما يُحْفَظ في هذا الباب : ما رَواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الرازي قال : حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي ، وقَدّمَتْ امرأة زوجها إليه فادَّعَتْ عليه مَهْرها خمسمائة دينار ، فأنكر الرجل ، فقال وكيل المرأة : قد أحضرت شهودي ، فقال واحد من الشهود : أنْظُرُ إلى المرأة ، فقام وقامَتْ ، فقال الزوج : يَفعل ماذا ، يَنظر إلى امرأتي ؟ قالوا : نعم . قال : فإني أُشْهِد القاضي أنّ لها عليَّ مهرها خمسمائة دينار كلها ذهبا عَينا مَثاقِيل ، ولا تُسفِر عن وَجهها ، قالت المرأة : فإني أشهد القاضي أني قد وَهَبْتَها له . قال القاضي : يُكتب هذا في مَكارم الأخلاق . وسبق الجواب عن : ما معنى قوله تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14614 هل مِن كلمة للنساء حول القرار في البيوت ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5003 كيف نربي بناتنا على الدِّين ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18456 ما هو السبيل للقضاء على ظاهرة قِلّة حياء كثير من النساء في هذا الزمان ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20593 هل يجوز الذَهاب للسُوق لأجل التنَزُّه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18458 كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455 ما حكم عمل المرأة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12626 هل الأفضل أن تصلي المرأة صلاة التراويح والقيام في المسجد أم في بيتها ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5326 ما حكم التزين بالحناء والخروج إلى العمل أو أي مكان آخر فيه رجال ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16652 هل تجوز الدّردشة عبر الملفّات الشّخصيّة بين الجنسين ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12397 ما حُكم الصداقة بين الشاب والفتاة عن طريق الشبكة أو الهاتِف ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10598 التساهل في الردود بين الجنسين في المنتديات http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3768 ما هو ضابط العلاقة بين الجنسين في الإنترنت ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1585 صفة الحجاب الشرعي http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3769 ومقالات : ظاهرة الفُحش والتفحش .. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7660 مِن واجبات المرأة المسلمة.. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6401 آلبِـرّ يُـرِدن ؟! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7679 حدود وضوابط لباس المرأة أمام محارمها وأمام النساء .. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=275 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 07:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى