منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد المـرأة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=34)
-   -   ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15287)

عبد الرحمن السحيم 01-10-2016 07:56 AM

ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
 
ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم شيخنا الكريم
فضيلة الشيخ
ما حكم تساهل النساء في زماننا هذا في استعمال ألفاظ خادشة للحياء ، وما حكم فحش الكلام مع الرجال ، وما هي نصيحتكم لهذه الفئة ؟ وما هي صفات المسلمة التقية ؟
وجزاكم الله خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

اقْتَرَن الحياء بالإيمان زِيادة ونقصا ، فكلّما زاد الإيمان زاد الحياء ، وكلّما نقص الإيمان نقص الحياء ، حتى يَذْهَب الحياء بِذَهاب الإيمان .
قال عليه الصلاة والسلام : الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما . وصححه الألباني .

والحياء خُلُق الإسلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خُلُقا ، وخُلُق الإسلام الحياء . رواه ابن ماجه ، وحسّنه الألباني .

وقد وُصِف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بِشِدّة الحياء ، مع قيامهم بأمْر الله عزَّ وجَلّ ، بل وُصِف بِشِدّة الحياء ومَن وُصِف بالقوّة والشدّة .
فَوُصِف موسى عليه الصلاة والسلام بأنه شديد الحياء . كما في الصحيحين .
ووُصِف نبيّنا صلى الله عليه وسلم بأنه أشدّ حياء مِن العَذْراء في خِدْرها . كما في الصحيحين .
وهذا يَعني : أن الفتاة العذراء مَضْرِب الْمَثَل في الحياء .
ومما يُؤسَف له في هذا الزَّمَن : أنْ قَلّ الحياء عند كثير مِن النساء ، وصارت الوقاحة وصَفَاقة الوجه ، والْجُرأة في القول والغلظة فيه ، في كثير مِن النساء سِمَة واضِحَة ، حتى يَلمَس ذلك مَن يَتصفّح مواقع التواصل ، أو يَمشي في الأسواق .
وصَارَتْ كثرة الخروج والدخول ، وارتياد الأسواق والأماكن العامة بِصِفة يومية ، وأماكن التفرّج ، وغيرها ، بِدَلا عن القرار في البيوت الذي أمَرَ الله عزَّ وجَلّ به .
مع ما يُصاحب ذلك الخروج مِن ضَعف في الحجاب والتستّر ، واستعمال العطورات ، ورَفع الصوت ، إلى غير ذلك مما يُنافي خُلُق الإسلام ، وهو الحياء ، ويُنافي طبيعة المرأة وأنوثتها التي فَطَرها الله عليها .

ولا شَكّ أن المرأة التقيَّة تَتَّصِف بالحياء ، بل بِشِدّة الحياء ، ولا تتخلّى عن حيائها مهما كان الأمر .
وتُراعي المرأة ذلك على سبيل التعبّد لله عزَّ وجَلّ ، فالله أمَر المرأة أن تغضّ مِن بَصرها وتخفض صوتها ، فقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) .
وقال عزَّ وجَلّ في شأن أطهر نساء العالمين : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) .
وقال تعالى مُؤدِّبا للمؤمنين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْرُه : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك مِن وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن مِن عوارض العين فيها التي تَعرِض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحْرَى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ .

ولَمّا ذَكّر الله تبارك وتعالى أمّهات المؤمنين بِمكانتهن ، وأنَّهنّ لَسْنَ كَغيرِهنّ مِن النساء ، قال الله عزَّ وجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) ، فقيَّد الأمر بالتقوى ، أي : إن اتّقيتُنّ الله تَنَلْنَ تلك الْمَنْزِلة .
قال ابن كثير : هذه آداب أمَر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تَبَع لَهُن في ذلك ، فقال مُخاطبا لِنِساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّهنّ إذا اتَّقَيْن الله كما أمَرَهُنّ ، فإنه لا يُشْبِهُهن أحَدٌ مِن النساء ، ولا يَلْحَقُهن في الفضيلة والمنْزِلة . اهـ .

والمرأة تَعرِف مِن وَليّها الحرص والغيرة عليها ؛ فتُراعي ذلك طاعة وتعبُّدا لله .
قالتْ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرَ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَه ، وأستقي الماء ، وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبز ! وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكنّ نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس . رواه البخاري ومسلم .

وما يُحْفَظ في هذا الباب : ما رَواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الرازي قال : حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي ، وقَدّمَتْ امرأة زوجها إليه فادَّعَتْ عليه مَهْرها خمسمائة دينار ، فأنكر الرجل ، فقال وكيل المرأة : قد أحضرت شهودي ، فقال واحد من الشهود : أنْظُرُ إلى المرأة ، فقام وقامَتْ ، فقال الزوج : يَفعل ماذا ، يَنظر إلى امرأتي ؟ قالوا : نعم . قال : فإني أُشْهِد القاضي أنّ لها عليَّ مهرها خمسمائة دينار كلها ذهبا عَينا مَثاقِيل ، ولا تُسفِر عن وَجهها ، قالت المرأة : فإني أشهد القاضي أني قد وَهَبْتَها له . قال القاضي : يُكتب هذا في مَكارم الأخلاق .

وسبق الجواب عن :
ما معنى قوله تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14614

هل مِن كلمة للنساء حول القرار في البيوت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5003

كيف نربي بناتنا على الدِّين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18456

ما هو السبيل للقضاء على ظاهرة قِلّة حياء كثير من النساء في هذا الزمان ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20593

هل يجوز الذَهاب للسُوق لأجل التنَزُّه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18458

كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455

ما حكم عمل المرأة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12626

هل الأفضل أن تصلي المرأة صلاة التراويح والقيام في المسجد أم في بيتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5326

ما حكم التزين بالحناء والخروج إلى العمل أو أي مكان آخر فيه رجال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16652

هل تجوز الدّردشة عبر الملفّات الشّخصيّة بين الجنسين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12397

ما حُكم الصداقة بين الشاب والفتاة عن طريق الشبكة أو الهاتِف ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10598

التساهل في الردود بين الجنسين في المنتديات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3768

ما هو ضابط العلاقة بين الجنسين في الإنترنت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1585

صفة الحجاب الشرعي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3769

ومقالات :
ظاهرة الفُحش والتفحش ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7660

مِن واجبات المرأة المسلمة..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6401

آلبِـرّ يُـرِدن ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7679

حدود وضوابط لباس المرأة أمام محارمها وأمام النساء ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=275

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 07:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى