![]() |
هل هناك حدود وآداب تتبعها المرأة المسلمة في سؤال أهل العلم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ وبارك بكم وبعلمكم سؤالي هل هناك حدود وآداب تتبعها المرأة المسلمة في سؤال أهل العلم عن فتوى معينة ؟ لان بعض نساءنا هداهن الله لا يعرفن حدود وضوابط للسؤال فيسألن في كل شيء هداهن الله وأنار بصيرتهن أرجو منكم نصيحتهن وكلمة لهن تنفعهن وجزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . للرجل والمرأة آداب في سؤال أهل العلم – سبق ذِكر بعضها - وتَزيد المرأة على الرَّجل : بزيادة الحياء ، وعدم الدخول في تفاصيل لا يُحتاج إليها . ولا يَعني هذا أن يَمنعها الحياء عن السؤال . قالت عائشة رضي الله عنها : نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين . رواه مسلم . وبوّب الإمام البخاري : باب الحياء في العلم ، وقال مجاهد : لا يتعلم العِلم مُسْتَحي ولا مُسْتَكبر ، وقالت عائشة : نِعْم النساء نساء الأنصار لم يَمْنَعهن الحياء أن يتفقّهن في الدِّين . وسبب قول عائشة هذا : أن أسماء رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض ؟ فقال : تأخذ إحداكن ماءها وسِدرتها ، فتطهَّر فتحسِن الطُّهور ، ثم تَصبّ على رأسها ، فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها ، ثم تَصبّ عليها الماء ، ثم تأخذ فِرصة مُمَسّكة فتطهر بها ، فقالت أسماء : وكيف تطهر بها ؟ فقال : سبحان الله ، تطهرين بها ، فقالت عائشة كأنها تُخفي : ذلك تتبعين أثر الدم ، وسألته عن غسل الجنابة ؟ فقال : تأخذ ماء فتطهّر فتحسن الطُّهور ، أو تبلغ الطهور ، ثم تصبّ على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها ، ثم تفيض عليها الماء . رواه مسلم . وفي رواية في الصحيحين : أن امرأة مِن الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحيض ، كيف تغتسل منه ؟ قال : تأخذين فِرْصَة مُمَسَّكة فتتوضئين بها . قالت : كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : توضئي . قالت : كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم : توضئين بها . قالت عائشة : فعرفت الذي يُريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَجَذَبْتها إليّ فَعَلّمتها . وفي رواية : قال : خُذي فِرصة ممسكة فتوضئي ثلاثا ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استحيا ، فأعرض بِوَجْهه ، أو قال : توضئي بها . فأخذتُها فجَذَبتُها ، فأخبرتُها بما يُريد النبي صلى الله عليه وسلم . وفي رواية : قالت عائشة : واجْتَذَبتُها إليّ ، وعرفت ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم . فقلتُ : تتبعي بها أثَرَ الدم . ففي هذا الحديث : حدود سؤال المرأة ، وتعليم الرَّجُل لها ، وأنها لا تسترسل في السؤال ، خاصة ما يُستحيا منه . قال ابن عبد البر : وفي حديث عائشة هذا ما كان نساء السلف عليه مِن الاهْتِبَال بأمْر الدِّين ، وسؤال مَن يُطْمَع بوجود عِلم ما أشكل عليهن عنده . اهـ . وقال ابن حجر : وفي هذا الحديث : استحباب الكنايات فيما يتعلّق بالعورات . وفيه : سؤال المرأة العالِم عن أحوالها التي يُحْتَشَم منها . وفيه : الاكْتِفَاء بالتعريض والإشارة في الأمور الْمُسْتَهْجَنَة . اهـ . وبعض النساء تَزعم أنه يَمنعها الحياء مِن السؤال عن أمر دِينها ، في حين أنه لا يَمنعها الحياء مِن مُمَاكَسَة ومُفاصلة البائع ، ورفع صوتها في الأسواق ومجامع الناس ! والحياء الشرعي لا يَمنَع مِن السؤال بأدب ، والتفقّه في الدِّين . قال الباجي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل دِين خُلُق ، وخُلُق الإسلام الحياء " : المراد به - والله أعلم - الحياء فيما شُرع الحياء فيه ، فأما حياء يؤدي إلى تَرك تعلّم العلم فَليس بِمُشروع . وقال : وكذلك لم يَرِد شَرع بالحياء المانع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحكم بالحق والقيام به ، وأداء الشهادات على وجهها ، والجهاد في سبيل الله عز وجل . اهـ . والمرأة لا تخضع بالقول ولا تُرقق صوتها ، ولو كانت تسأل عالِمًا . قال ابن حجر في سؤال المرأة الخثعمية للنبي صلى الله عليه وسلم في الحج : ويؤخذ منه التفريق بين الرجال والنساء خشية الفتنة ، وجواز كلام المرأة ، وسماع صوتها للأجانب عند الضرورة ، كالاستفتاء عن العِلم ، والترافع في الحكم ، والمعاملة . اهـ . والمرأة تخفض صوتها ، ولو كان ذلك في صلاتها وقراءتها ، وفي تلبيتها في الحج . قال الإمام الشافعي في التلبية في الحج : إذا كان الحديث يدل على أن المأمورين بِرَفع الأصوات بالتلبية الرجال ، فكان النساء مأمورات بالستر ، فأن لا يسمع صوت المرأة أحدٌ أولى بها وأستر لها ، فلا ترفع المرأة صوتها بالتلبية ، وتُسمِع نفسها . اهـ . وكذلك قال الإمام مالك . قال ابن عبد البر : أجمع العلماء على أن السُّنة في المرأة أن لا تَرفع صوتها ، وإنما عليها أن تُسمِع نفسها . قال ابن قدامة : وبهذا قال عطاء ، ومالك ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأصحاب الرأي . وروي عن سليمان بن يسار أنه قال : السُّنة عندهم أن المرأة لا تَرفع صوتها بالإهلال . وإنما كُرِه لها رَفع الصوت مخافة الفتنة بها ، ولهذا لا يُسنّ لها أذان ولا إقامة ، والمسنون لها في التنبيه في الصلاة التصفيق دون التسبيح . اهـ . وقال ابن بطّال : وأجمعوا أن المرأة لا تَرفع صوتها بالتلبية ، وإنما عليها أن تُسمِع نفسها . اهـ . وقال ابن رجب : ولا خلاف في أن النساء يُكَبِّرن مع الرجال تَبَعًا ، إذا صَلَّيْن معهم جماعة ، ولكن المرأة تَخفض صوتها بالتكبير . وقال : المرأة لا يُشْرَع لها رفع صوتها في الصَّلاة بِقُرآن ولا ذِكْر . اهـ . وقال شيخنا العثيمين : لا ينبغي للمرأة أن تَجهر بصوتها عند الرِّجال إلاّ عند الحاجة . اهـ . وسُئل شيخنا الجبرين : هل يجوز للمرأة أن تُلقِي السلام على رجال أجانب مِن غير المحارم ، ولو كانوا معروفين ؟ فأجاب : يظهر لي أنها لا تَسلِّم عليهم بالقول المسموع وهُم أجانب منها ، بل تَقتصر على الإشارة أو النية ، فإن كلام المرأة قد يكون فتنة لبعضهم ، ولذلك نُهِيَت عن رَفع صوتها عند الرجال ، وفي الصلاة لا تُسبِّح للإمام بل تُصفِّق بيديها ، وفي التلبية لا تَرفع صوتها بها ، ولا تتولى وَظيفة الأذان ، ونحو ذلك . اهـ . وسبق الجواب عن : ما هي الآداب عند سؤال العلماء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13476 هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بَدَا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المنهي عنها ؟ http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=97774 كلمة عن صِفة الحياء ومعناها http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11992 تفسير (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28628 نريد نصيحة في تساهل المرأة وفُحش الكلام مع الرجال http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28981 ما حكم دخول النساء للغرف الصوتية المختلطة وتبادلهنَّ الحديث مع الرجال ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9826 هل الآية (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) خاصة بأمهات المؤمنين فقط ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1188 ومقال بعنوان : تَمْـشِي عَلَى استِحيَـاء http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6402 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 08:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى