![]() |
هل يجوز أن يُخبر عن الله بأنه ( سريع النقم )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد : شيخنا الكريم أريد الاستفسار عن عجز البيت الثاني من هذه الأبيات المشهورة : إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن الذنوب تزيل النعم .. و حُطْها بطاعة رب العباد ** فرب العباد سريع النقم .. فهل يصح وصف الله أو الإخبار عنه بأنه سريع النقم ، وهل في هذا تعارض مع ( صفة الحِلمْ ) التي ثبتت له في قوله تعالى : [ واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أنَّ الله غفور حليم ] . . . دمْ طيباً . |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ودُم طيبا في تُقَى . لا يتعارَض وصْف الله بذلك مَع صِفَة الْحِلْم ؛ فإن الله تبارك وتعالى قال : (وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام) ، وقال عَزّ وَجلّ : (عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام) . والْحِلْم في موضِعه والانتقام في موضِعه . كما هو الحال في صِفَة الرحمة وصِفَة البَطْش ، فلا تَعارُض بينهما ؛ لأن كل صِفَة في موضعها ، ولذلك خَتَم الله عَزّ وَجلّ الآيات بِمَا يُناسبها ، فإنه تعالى لَمَا ذَكَر حدّ السرقة قال : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) . والله تعالى أعلم . |
زيادة توضيح ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شيخنا الكريم ، ولعلي قد خانني القلم في عرض السؤال بصورة جيدة عليكم ، فقد كانت الإجابة عن صفة الإنتقام ، وهذه لا إشكال فيه لأنها ثابتة بالنصوص كما هي موضحة في نص فتواكم ، ولكن استفساري هو حول إضافة كلمة ( سريع ) إلى صفة الانتقام - ، فهل سرعة الانتقام تعارض صفة الحِلم ؟ كأن يقول القائل إن الله يغضب على الكفار ؛ وهي صفة ثابتة لله عز وجل بالنصوص ، ولكن هل يُقال أنه سريع الغضب ؟ -أرجو أن يكون إتضح موضع الاشكال عندي - معذرة ً ، فقد حاولت عبر الخاص أو إضافة السؤال كتعليق على الفتوى السابقة لكي أستوضح المسألة أكثر ، حول فتوى حول الإخبار عن الله - عز وجل - بأنه سريع النقم ، ولكن لا توجد لدي تلك الصلاحية : http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=154 . . . . بارك الله فيكم و ما أردتُ الحياء أن يمنعني من العلم والاستفادة |
لا يُوصَف الله عز وجل بِسرعة الانتقام ولا بِسرعة الغضب ؛ فإن الله عز وجل يُمهِل ولا يُهمِل ، ولا يُعاجِل بالعقوبة .
ويُوصَف الله عز وجل بأنه شديد الانتقام ، كما أخبر سبحانه وتعالى بذلك عن نفسه ، فقال : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) قال ابن كثير : أي : إن بطشه وانتقامه من أعدائه الذين كَذَّبوا رسله وخالفوا أمره ، لشديد عظيم قوي ؛ فإنه تعالى ذو القوة المتين ، الذي ما شاء كان كما يشاء في مثل لَمْح البصر، أو هو أقرب . اهـ . وقال عز وجل : (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) قال علي رضي الله عنه : (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) قال : شديد الأخْذ . والله أعلم . |
الساعة الآن 05:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى