![]() |
ما هو تفسير قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ... الآية ؟
ما هو تفسير قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ... الآية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم وفقكم الله وسدد خطاكم أرجو شرح هذه الآية : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) ماذا يُفهم من قوله تعالى " بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا " ومَن هُم ؟ هل يقصد بهم أهل البدع أيضا ؟ جزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . قال تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ثم بيّنه تعالى بِقولِه : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) . قال ابن عطية : المعنى : قل لِهؤلاء الكَفَرة على جهة التوبيخ : هل نُخبركم بالذين خَسِروا عَمَلهم ، وضَلّ سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم مع ذلك يظنون أنهم يُحسنون فيما يَصنعونه ؟ فإذا طلبوا ذلك ، فقل لهم : (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ) ، وهذه صفة المخاطَبِن مِن كُفار العَرب الْمُكَذِّبِين بِالبَعث . وذَكَر ابن عطية ما قيل في الآية مِن أن المراد بِهم الخوارج ، ثم ضَعّف هذا القول بِقوله : ويضعف هذا كله قوله تعالى بعد ذلك (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ) ، وليس مِن هذه الطوائف مَن يَكفر بِلِقاء الله ، وإنما هذه صِفة مُشْرِكي عَبَدة الأوثان . اهـ . وحَمَل ابن عطية ما وَرَد في الآية عن السَّلف ، وأن المراد بهم الخوارج على جِهة مثال فيمن ضَلّ سَعيه في الحياة الدنيا ، وهو يَحسب أنه يُحسِن . وقال القرطبي في تفسيره : فيه دَلالة على أن مِن الناس مَن يَعمل العَمل وهو يظن أنه مُحسن وقد حَبِط سَعيه ، والذي يُوجب إحباط السعي ؛ إما فساد الاعتقاد ، أو المراءاة ، والمراد هنا الكُفر . روى البخاري عن مصعب قال : سألت أَبِي : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) أهُم الْحَرُورية ؟ قال : لا ، هم اليهود والنصارى . وأما اليهود فَكَذّبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأما النصارى فكَفَروا بالجنة ، فقالوا : لا طعام فيها ولا شراب ، والحرورية الذين يَنقضون عهد الله مِن بعد ميثاقه ، وكان سعد يُسميهم الفاسقين . والآية معناها التوبيخ ، أي : قُل لِهؤلاء الكَفرة الذين عَبَدوا غيري : يَخيب سَعيهم وآمالهم غدا ، فَهُم الأخسرون أعمالا ، وهُم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) في عبادة مَن سِواي . قال ابن عباس : يُريد كفار أهل مكة . اهـ . وأهل البِدع مِن الأخسرين أعمالا ؛ لأنهم يَحسبون أنهم على شيء وهُم ليسوا على شيء ، ويحسبون أنهم مُهتَدون وهُم ليسوا كذلك ، ويَحسبون أنهم يَتقرّبون إلى الله بأعمالهم التي ابتَدعوها وهي لا تَزيدهم مِن الله إلاّ بُعدا . ولذلك تَسوَدّ وُجوه أهل البِدع يوم القيامة . قال الله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، قال : تَبْيَضّ وُجُوه أهل السُّنّة ، وتَسْوَدّ وُجُوه أهل البِدعة . وأهل البِدع يُطرَدُون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا فرطكم على الحوض ، مَن وَرد شَرب ، ومَن شَرب لم يظمأ أبدا ، وليَرِدنّ عليّ أقوام أعرفهم ويَعرفوني ، ثم يُحال بيني وبينهم . وفي رواية : فأقول : إنهم مِنّي ، فيُقال : إنك لا تدري ما عَمِلُوا بعدك ، فأقول : سُحقًا سُحقًا لِمَن بَدّل بَعدي . رواه البخاري ومسلم . وسبق الجواب عن : ما حكم إنزال الآيات التي نزلت في حق اليهود والنصارى والمنافقين على المسلمين؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10096 ما الضرر من الاحتفال بالمولد النبوي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14109 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 09:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى