![]() |
ما حكم التشبّه بالفاجرات والساقطات في لباسهن وسلوكهن وتعاملهن ؟
ما حكم التشبّه بالفاجرات والساقطات في لباسهن وسلوكهن وتعاملهن ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفقكم الله فضيلة الشيخ وجزاكم خيرا ما حكم التشبه بالفاجرات والساقطات في لباسهن وسلوكهن وتعاملهن خصوصا مع الرجال وألفاظهن ؟ بارك الله فيكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يجوز التشبّه بالفاجِرات والساقطات ، لا في لِباسِهن ، ولا في سُلوكِهن ، ولا في تعامُلهنّ ؛ لأن شِبُه الشيء مُنجَذِب إليه ، فإذا وقَع التَّشابُه في الظاهر حصل التَّشابُه في الباطِن ، وغالبا لا يَقع التَّشبُه إلاّ نتيجة إعجاب بالْمُتَشبَّـه به . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمُشَابَهَة في الظاهر تُورِث نوع مَودة ومَحبة ومُوالاة في الباطن ، كما أن الْمَحَبة في الباطن تُورِث المُشَابَهة في الظاهر ، وهذا أمْر يَشهد به الْحِسّ والتجربة. وقال أيضا : النَّاس كَأَسْرَابِ الْقَطَا ؛ مَجْبُولُونَ عَلَى تَشَبُّهِ بَعْضِهِم بِبَعْض . اهـ . مع ما في هذا الفِعْل مِن التبرّج ، الذي هو مِن سُنن الجاهلية الأولى ، وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) ، وقال عزَّ وجَلّ في شأن الْقَوَاعِد مِن النِّسَاء : (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) . والتبرّج نِفاق ، وصاحبته مَطرودة عن الجنة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شرّ نسائكم الْمُتَبَرِّجات الْمُتَخَيِّلات ، وهُنّ المنافِقات ، لا يدخل الجنة مِنهن إلاّ مثل الغُراب الأعْصَم . رواه البيهقي ، وهو صحيح . قال الْمُنَاويّ في فيضِ القدير : وشَرُّ نِسائكم الْمُتَبَرِّجَات ، أي الْمُظْهِرَات زِينَتِهِنَّ للأجانب ، وهو مَذْمومٌ لغيرِ الزَّوج . الْمُتَخَيِّلاتُ ، أي الْمُعْجَبَاتُ الْمُتَكَبِّرات ، والْخُيَلاءُ - بِالضَّم - العُجْب والتَّكَبُّر . وهُنّ الْمُنَافِقَات . اهـ . فالمرأة المؤمنة لا تتبرّج ؛ لأنها تؤمن بالله واليوم الآخر. وأما الْمُنَافِقَة فهي التي تتبرَّج ، وتُظهِر زِينتها ، ولا تَهْتمّ بِحجابها لِضَعف إيمانها بالله واليوم الآخر . ومَن تَشَبَّهَت بالفاجِرات والساقطات تبرَّجَتْ كَتَبرّجِهنّ ، واختَالَتْ كَاخْتِيالِهنّ ، وتَخَلَّقَتْ بأخلاقِهنّ . بل وحُشِرَتْ مَعَهنّ يوم القيامة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يُحِبّ رَجُل قومًا إلاَّ حُشِر معهم . قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد . وقال الألباني : صحيح لغيره. وقال عليه الصلاة والسلام لِرَجُل : أنت مع مَن أحْبَبْتَ . رواه البخاري ومسلم . وفي وصايا عليّ رضي الله عنه : خالِطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم ، وزَايلوهم بأعمالكم وقلوبكم ؛ فإن للمَرء ما اكتسب ، وهو يوم القيامة مع مَن أحَبّ . رواه الدارمي . ومَن تشَبّه بِقوم فهو منهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس مِنّا مَن تَشَبّه بِغيرنا . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني . وقد نُهينا عن مُشابَهة أصحاب الجحيم ، ولو في كلمة ، أو إشارة ، أو فِعْل . فالنّهي عن الْمُشَابَهة في الكلمة ، في مثل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . والنّهي عن الْمُشَابَهة في الإشارة ، في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : لا تُسَلِّمُوا تسليم اليهود والنصارى ، فإن تسليمهم بالأكُفّ والرؤوس والإشارة . رواه النسائي في الكبرى . وقال ابن حجر : إسناده جيّد . وحسّنه الألباني . والنّهي عن الْمُشَابَهة في الفِعْل كثير جدا ، ومنه : النهي عن الْمُشَابَهة في الجلوس والنوم والأكل والشرب واللباس ، والنهي عن الْمُشَابَهة في العبادات كثير . روى الإمام أحمد وأبو داود مِن حديث الشريد بن سويد قال : مَرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا - وقد وَضَعْتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألْية يدي - فقال : أتقعد قَعدة المغضوب عليهم ؟ وصححه الألباني . وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني نافع أن ابن عمر رأى رجلا جالِسا مُعتمِدا على يديه ، فقال : ما يُجلِسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم ؟ قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : أخرج أبو داود وابن حبان وصححه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تَشبّه بِقَوم فهو مِنهم " ، وهو غاية في الزَّجْر عن التشبه بالفُسّاق أو بالكفّار في أيّ شيء مما يَختصون به مِن ملبوس أو هَيئة . اهـ . وسبق الجواب عن : حكم الاحتفال بعيد الشكر (thanksgiving) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12052 هل يجوز قَصّ شعر الرأس فوق الكتفين ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10534 قصات الشعر: قصة الإيمو - قصة بوب - تسريحة البف ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2744 لقاء حول التبرج وفتن الأسواق http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5684 هل يُشْتَرط القصد أو النِّية في التَّشَبُّـه بالكُفار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1065 ما حُكم ارتداء الرجال للسلسال أو القلادة بغير قصد التشبّه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1066 هل أفتى أحد كبار العلماء بأن عورة المرأة أمام المرأة مِن السُّرة إلى الركبة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12060 ما قولك في هذا الموضوع : فليَكُن اسمُكَ جورج . المهم أن تكون علاقتك بالله قوية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18643 كيف ننكر على المتبرّجات مع خوفنا من ردة فعلهن وأذاهنّ ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16697 هل صحيح أن تعرّى المرأة دليل غضب الله عليها ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18641 ما حكم نشر صور نساء متبرجات في مجموعة نسائية في الجوال ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13906 ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18454 كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 07:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى