![]() |
حلفت على أيمان كثيرة لا أحصي عددها ... فما هو مقدار الكفارة ؟
حلفت يا شيخ بأيمان كثيرة لا أحصي عددها وأنا الآن نادمة على هذا .. فما هو مقدار الكفارة التي أخرجها علماً بأني لا أعرف عدد الكفارات ، وسمعت في إحدى المرات أحد المشايخ يقول إن من لا يعرف عدد الأيمان التي حلفها يجزئه أن يخرج كفارتين لهم جميعاً فهل هذا صحيح ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : في المسألة تفصيل من جهتين : الأولى : من جهة عقد اليمين والثانية : من جهة المحلوف عليه أما الأول ؛ فإن كانت اليمين عُقِدت فهي اليمين التي تُكفَّر ، لقوله تعالى : (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ) . وإن كانت كقول : " والله " التي تجري على الألسنة ، كقول بعضهم : إلا والله ، وبلى والله ، فهذا لغو . قالت عائشة رضي الله عنها : هو قول الرجل : لا والله ، وبلى والله . وأما الثاني ؛ فإن كان المحلوف عليه واحد ، أي حلفت على شيء واحد فكفارته واحدة . وإن كان المحلوف عليه أكثر من شيء في أكثر من يمين ، فلكل يمين كفارة . ومن نسي ، فعليه كفارة واحدة ، لأن الأصل براءة الذمة ، وإن كفّر كفارتين فلا بأس . قال ابن قدامة في " الكافي " : ومن حلف أيمانا كثيرة على شيء واحد فحنث لم يلزمه أكثر من كفارة ... وإن حلف يمينا واحدة على أفعال مختلفة ، فَحَنَث في الجميع أجزأه كفارة واحدة ، لأنها يمين واحدة .. وإن حلف أيمانا على أفعال فقال : والله لا أكلت ، والله لا شربت ، والله لا لَبِسْت ؛ ففيه روايتان : أحداهما : يُجزئه عن الجميع كفارة واحدة ، اختارها أبو بكر والقاضي ؛ لأنها كفارات من جنس واحد ، فتداخلت كالحدود . والثانية : يجب في كل يمين كفارة ، وهو ظاهر قول الخرقي ؛ لأنها أيمان لا يحنث في إحداهن بالحنث في الأخرى ، فوجبت في كل يمين كفارة بها كالمختلفة الكفارة . قال أبو بكر : المذهب الأول ، وقد رجع أحمد عن الرواية الأخرى . انتهى كلامه رحمه الله . هذا فيما حَنَث فيه الإنسان ، أي حَلَف لا يَفعل ثم فَعل ، أو حلَف أن يَفعل ثم لم يَفعل . أما ما لم يَحنث فيه الإنسان فلا تجب فيه كفارة . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى