![]() |
ما تفسير قوله تعالى : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) .. ؟
ما تفسير قوله تعالى : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله ورعاكم شيخنا الكريم ما تفسير قول الله تعالى: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) هل المقصود بقوله تعالى المؤمنين والمسلمين أيضا الذين خفّت موازينهم ؟ جزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . أفضل ما فُسِّر به القرآن : هو القرآن ؛ لأن القرآن يُفسِّر بعضه بعضا ، ثم يُفسَّر القرآن بِسُنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بِما جاء عن السلف الكِرام . وقد تكرر في القرآن وَصْف المؤمنين بالفلاح ، ونَفْي الفلاح عن الكفّار . وإنما تثقل موازين المؤمنين ، وتَخفّ موازين الكافرين . قال تعالى : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) . وقال عزَّ وجَلّ : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ) . ومِن السُّـنَّة : قوله صلى الله عليه وسلم : تُوضع الموازين يوم القيامة ، فيُؤتى بالرجل ، فيوضع في كِفّة ، فيوضع ما أُحْصِي عليه ، فتمايَل به الميزان ، قال : فيُبْعث به إلى النار ، فإذا أُدْبِر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن ، يقول : لا تعجلوا ، لا تعجلوا ، فإنه قد بَقِي له ، فيؤتى ببطاقة فيها : لا إله إلا الله فتُوضَع مع الرَّجُل في كِفّة حتى يميل به الميزان . رواه الإمام أحمد ، وقال الهيثمي : رواه أحمد ، وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن ، وبَقية رجاله رجال الصحيح . اهـ . وحسّنه الشيخ شعيب الأرنؤوط . وسُئل ابن عمر : كيف سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى ؟ قال : سَمعته يقول : إن الله يُدني المؤمن فيَضع عليه كَنَفه ويستره ، فيقول : أتعرف ذَنب كذا ، أتعرف ذَنب كذا ؟ فيقول : نعم أي ربّ ، حتى إذا قَرّره بِذُنوبه ورأى في نفسه أنه هَلَك ، قال : سَتَرتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، فيُعْطَى كتاب حسناته ، وأما الكفّار والمنافقون فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين . رواه البخاري ومسلم . ومِن أقوال السلف ومَن بَعْدَهم من المفسِّرين : قال ابن كثير : وقوله : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أي : مَن رَجَحَت حسناته على سيئاته ولو بِواحدة ، قاله ابن عباس . (فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أي : الذين فازوا فَنَجوا مِن النار وأُدْخِلوا الجنة . وقال ابن عباس : أولئك الذين فازوا بما طَلَبوا ، ونَجوا مِن شرّ ما منه هَرَبوا . (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ) . وقال ابن كثير في تفسير سورة القارعة : أخبر تعالى عما يَئول إليه عَمل العاملين ، وما يصيرون إليه مِن الكرامة أو الإهانة بحسب أعمالهم ، فقال : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) أي: رَجَحَت حسناته على سيئاته ، (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ) يعني : في الجنة . (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ) أي : رَجَحَت سيئاته على حسناته . وقوله : (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) قيل : معناه : فهو ساقِط هَاوٍ بأمّ رأسه في نار جهنم . وعَبَّر عنه بِأُمّه - يعني دماغه - رُوي نحو هذا عن ابن عباس ، وعكرمة ، وأبي صالح ، وقتادة .قال قتادة : يهوي في النار على رأسه . وكذا قال أبو صالح : يَهوُون في النار على رءوسهم . والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 02:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى