![]() |
ما هو شرح هذا الحديث : " إن النصر مع الصبر ، وأن الفَرج مع الكَرب ، وأن مع العُسر يُسرا "؟
ماهو شرح هذا الحديث : " إن النصر مع الصبر ، وأن الفَرج مع الكَرب ، وأن مع العُسر يُسرا "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ الجليل أنا في كرب عظيم أرجو رحمة الله وفرجه قرأت هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وترك في نفسي راحة وأمل بالله أرجو منكم توضح أكثر وشرح لهذا الحديث : " واعلم إن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا " هل كل من يعيش في ضيق وكرب وعسر يستبشر خير وفرج من الله ؟ جزاكم الله خير الجزاء الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا وأسأل الله أن يُفرِّج هَمّك وَهَمّ كل مهموم ، وأن يَجعل لك من كل هَمّ فَرَجا ، ومن كل ضِيق مَخْرَجا ، ومِن كل بلاء عافية . قال ابن رجب في شرح هذا الحديث : قوله صلى الله عليه وسلم: " وأن الفَرَج مع الكَرْب " هذا يَشهد له قوله عزّ وجل : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ضَحِك رَبّنا مِن قُنوط عباده وقُرب غِيَرِه . خَرّجه الإمام أحمد ... وكُلّ مَن أمّل بالله أملاً جميلا ، ظَنّ بالله ظَنّا حسنا ؛ فإن الله لا يُخيّب أمَلَه ؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسي : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي . رواه البخاري ومسلم . وعند الإمام أحمد : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ؛ إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ .. وقال ابن مسعود رضي الله عنه : وَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لا يُحْسِنُ عَبْدٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الظَّنَّ إِلاّ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ظَنُّهُ . ذَلِكَ بِأَنَّ الْخَيْرَ فِي يَدِهِ . رواه ابن أبي الدنيا في " حُسن الظنّ بالله " . وقال سُهَيْلٌ الْقُطَعِيّ: رَأَيْتُ مَالِكَ بن دِينَار رَحِمَه اللَّه فِي مَنَامِي ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا يَحْيَى ! لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا قَدِمْتَ بِهِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَال: قَدِمْتُ بِذُنُوب كَثِيرَة ، مَحَاهَا عَنِّي حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّه . رواه ابن أبي الدنيا في " حُسن الظنّ بالله " . والله عزَّ وجَلّ يَبتلِي مَن شاء مِن عباده بِما شاء مِن الضرّاء والسرّاء . فمَن صَبر ورضي ، فَلَه الرضا ، ومَن تسخّط ، فعليه السّخط . قال ابن المبارك : مَن صَبَر، فما أقلّ ما يَصبر ، ومَن جَزع فما أقل ما يَتَمَتّع . ومَن ابْتُلِي ؛ فليتذكّر أحوال الأنبياء والصالحين ، وما مرّوا بِه مِن ابتلاء . وأن يَعلم أن البلاء الذي يُقرِّبه إلى الله خير له مِن النِّعمة التي تُبعده عن الله ، وتُنسيه مَولاه . والْزَمي الاستغفار والتضرّع والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والصدقة ، ولو بالشيء اليسير ، والإحسان إلى الْخَلْق ، وخاصة المحاويج ، ومَسح رأس اليتيم . ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رَجلا شَكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَسْوة قَلبه ، فقال : امسح رأس اليتيم ، وأطْعِم المسكين . قال ابن حجر : وسنده حسن . وقال عليه الصلاة والسلام : أتُحِبّ أن يَلين قلبك وتُدرك حاجتك ؟ ارْحم اليتيم ، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك ؛ يَلِن قلبك ، وتُدرِك حاجَتك . رواه الطبراني وغيره ، وحسنه الألباني بِطُرُقه . قال ابن القيم : وهو سبحانه وتعالى رحيم يُحب الرحماء ، وإنما يَرْحَم مِن عباده الرحماء ، وهو سِتِّير يُحب مَن يَستر على عباده ، وعَفوّ يُحِبّ مَن يعفو عنهم ، وغفور يُحِبّ مَن يَغفر لهم ، ولطيف يحب اللطيف من عباده، ويُبغض الفظّ الغليظ القاسِي الجعظري الجوَّاظ ، ورفيق يحب الرفق، وحليم يُحب الْحِلم ، وبَرٌّ يُحِب البِرّ وأهْله ، وعَدْل يُحِب العدل ، وقابل المعاذير يحب مَن يَقبل معاذير عباده ، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجودا وعَدَما ، فمَن عَفا عَفا عنه ، ومَن غَفَر غَفَر له ، ومَن سامَح سامَحه ، ومن حاقَق حاقَقَه ، ومَن رَفَق بعباده رَفَق به ، ومَن رَحِم خلقه رَحِمه ، ومَن أحسن إليهم أحسن إليه ، ومَن جَاد عليهم جَاد عليه ، ومن نفعهم نفعه ، ومَن سَترهم سَتره ، ومَن صَفَح عنهم صَفَح عنه ، ومَن تَتَبَّع عورتهم تَتَبَّع عورته ، ومَن هتكهم هَتكه وفَضَحَه ، ومَن مَنعهم خيره منعه خيره ، ومن شاق شاقّ الله تعالى به ، ومَن مَكَر مَكَر بِه ، ومَن خادَع خَادَعَه ، ومَن عامَل خَلْقَه بِصِفة عامَلَه الله تعالى بتلك الصفة بِعَيْنِها في الدنيا والآخرة . فالله تعالى لِعَبْدِه على حَسب ما يكون العَبد لِخَلْقِه . اهـ . والصلاة مِن أكبر أسباب تفريج الْهَمّ ، وهي مَفْزَع الأنبياء والصالحين . ومن ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبه أمْر فزع إلى الصلاة . قال حُذَيْفَة رضي الله عنه : كَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه أَمْر صَلَّى . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وحسّنه ابن حَجَر والألباني . قال ابن حجر : وَكَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْر فَزِعَ إِلَى الصَّلاة ، وَأَمَرَ مَنْ رَأَى فِي مَنَامه مَا يَكْرَه أَنْ يُصَلِّي . وقال : " إذا حَزَبَه أَمْر " أَيْ : هَجَم عَلَيْه أَو غَلَبَه . (فتح الباري) وقد أمَر الله تعالى بالاستعانة بالصبر وبالصلاة . فقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وقد استعان جُريج العابد على إثبات براءته بالصلاة . كما في الصحيحين . واستعان بها خُبيب بن عدي رضي الله عنه على الثبات عند القَتْل . فقد قال خُبيب رضي الله عنه للمُشرِكين : دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَال: وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَزِدْتُ . رواه البخاري . قال أبو هريرة رضي الله عنه : فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ القَتْل . ورَوَى ابنُ جَرِير أن ابن عباس نُعِي إليه أخوه " قُثَم " وهو في سَفَر ، فاسْتَرْجَع ، ثم تَنَحَّى عن الطريق ، فأنَاخَ فَصَلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى رَاحِلته وهو يقول : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ) . ولَمّا غُشِي عَلى عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف غَشِيَّة ، ظَنُّوا أَنّ نَفْسَه فِيهَا ، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُه أُمّ كُلْثُوم بِنْت عُقْبَة بنِ أَبِي مُعَيْط - وَكَانَت مِن الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَل - إلى الْمَسْجِدِ ؛ لِتَسْتَعِينَ بِمَا أُمِرَت بِه مِن الصَّبْرِ وَالصَّلاة . رواه عبد الرزاق في " تفسيره " ، ومِن طريقِه : رواه الحاكم ، ومِن طريقِه : رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . وهذا والله هو اليقين والصبر والثّبَات . وقَال ابْنُ جُرَيْج فِي قَوْلِهِ تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ) قَال : إِنَّهُمَا مَعُونَتَانِ عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ . رواه ابن جرير في " تفسيره " . وبِالفَزَع إلى الصلاة أُمرت الأُمم الماضية قال ابن جرير : أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِينَ وَصَفَ أَمْرَهُمْ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَجْعَلُوا مَفْزَعَهُمْ فِي الْوَفَاءِ بِعَهْدِ اللَّهِ الَّذِي عَاهَدُوهُ إِلَى الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ ، كَمَا أَمَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِك، ، فَقَالَ لَهُ : {فَاصْبِرْ} [طه: 130] يَا مُحَمَّدُ (عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعُ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) فَأَمَرَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي نَوَائِبِهِ بِالْفَزَعِ إِلَى الصَّبْرِ وَالصَّلَاة . (جامع البيان) قال ثَابِت : وكَانَت الأَنْبِيَاء إذا نَزَل بِهِم أَمْر فَزِعوا إلى الصَّلاة . رواه ابن أبي حاتِم في " تفسيره " . وسبق الجواب عن : ما صِحة حديث : " عَجِب ربنا مِن قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ " ، وما معناه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9801 قوله تعالى : (فإن مع العسر يُسرا) هل هذا لجميع الخلق البر والفاجر ؟ وهل كل عسر له يُسر ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14020 أعاني مِن مشكلات في حياتي الشخصية ، فماذا أفعل ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=819 ما هو التمكين الذي يأتي بعد الابتلاء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16740 توجيه لأهل البلاء http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16193 هل تجوز الشكوى لغير الله ؟ وما توجيهك لأهل البلاء الذين يدعون ولا يُستجاب لهم؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12722 أنا غير سعيدة وأموري دائما متعسرة ، وكل شيء أتمناه يتأخر أو لا يتحقق ، فما النصيحة ؟ http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=29000 هل صحيح أنّه إذا رَقى مريضٌ مريضا أنّ الله يشفي الرّاقي ؟ http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=18613 ما معنى حديث " فإن ذَكَرني في نفسه ذكرته في نفسي " ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16156 هل يجوز لي أن أقول آيات التسخير لكي تتيسر حوائجي؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10846 هل عفْوي عمّن ظلمني سبب لتفريج همومي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10956 توجيه ونصيحة لِمَن تأخّرت عنه إجابة الدعاء http://safeshare.tv/w/LauVdjFfZL ومقال بعنوان : يا صاحب الهم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6772 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 10:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى