![]() |
ما هي أسباب اكتساب حُسن الْخُلق ؟
ما هي أسباب اكتساب حسن الخلق ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم وجزاكم الله خير فضيلة الشيخ ما هي وسائل وأسباب اكتساب حسن الخلق ؟ جزاكم الله خير الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . مِن أجدر وسائل وأسباب اكتساب حُسن الْخُلُق : 1 - التربية الذاتية ؛ فيَنظر الإنسان في أخلاق الناس ، وما يُمْدَح منها ؛ فيتخلّق به . وما يُذمّ منها ؛ فيَجتَنِبه . فتجتمع فيه الأخلاق الفاضلة ، وتنتفي عنه الأخلاق الْمُرذُولَة . والمسألة تحتاج إلى مُجاهدة نَفْس وصَبر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما العِلْم بالتَّعَلُّم ، وإنما الْحِلْم بالتَّحَلّم . مَن يَتَحَرّ الخير يُعْطَه ، ومَن يَتَّقّ الشَّرَّ يُوقَه . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني . قال ابن حبّان : الكريم لا يكون حَقودا ولا حَسودا ولا شامِتًا ولا بَاغِيًا ولا سَاهيًا ولا لاهِيًا ولا فاجِرا ولا فَخورا ولا كاذِبا ولا مَلُولا ، ولا يقطع إلْفَه ، ولا يؤذي إخوانه .. ولا يَجفو في الوِداد ، يُعطي مَن لا يرجو ، ويؤمِّن مَن لا يَخاف ، ويَعفو عَن قُدرة ، ويَصِل عَن قطيعة . اهـ . 2 – أن يقرأ في محاسِن الأخلاق ، مثل : الْحِلْم والأناة ، وسلامة الصدر ، والتواضع ، وغيرها ؛ فإن في سِيَر الكِرام دروسا وتربية . قال الإمام أبو حنيفة : الحكايات عن العلماء أحب إليَّ مِن كثير مِن الفقه ؛ لأنها آداب القوم . ومِن الكُتب التي عُنِيَت بالأخلاق الفاضلة : أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ . و " الأدب الْمُفْرَد " للإمام البخاري . و " شُعب الإيمان " للإمام البيهقي . و " روضة العقلاء " لابن حِبّان . و " أدب الدنيا والدِّين " للمَاوَرْديّ . و " الآداب الشرعية " لابن مُفلِح . و "موسوعة نضرة النعيم " تأليف عدد مِن المختصين . وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على المنذر بن عائذ بِحُسْن خُلُقه ، فقال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ . رواه مسلم . وأصل الحديث في الصحيحين . 3 – أن يتأمّل في جزاء الْخُلُق الحسن ؛ ليَحمِله ذلك على أطْر نفسِه على التخلّق بِكل خُلُق فاضل . ولو لم يَكن في فضل الأخلاق الحسنة إلاّ أن صاحبها يُقرَّب مِن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن صاحب الْخُلُق العظيم صلى الله عليه وسلم لا يُدانيه ولا يُصاحبه إلاّ أصحاب الأخلاق العالية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أحَبّكم إليّ وأقربكم مِنِّي مَجْلِسًا يوم القيامة أحَاسِنكم أخلاقا . رواه الترمذي ، وصححه الألباني . وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : أنه سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ألا أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم مِنّي مجلسا يوم القيامة ؟ فَسَكَت القَوم ، فأعادها مرتين أو ثلاثا ، قال القَوم : نعم يا رسول الله ، قال : أحسنكم خُلُقا . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط . 4 – أن يتأمّل المسلم وأن يتذكّر قُدومه على الله يوم القيامة ؛ فما يُحبّ أن يُراه في ذلك اليوم مِن محاسن أخلاقه ، فليتخلّق به ، وما لا يُحب أن يراه ، فليتخلّص منه . قال عمر بن عبد العزيز لأبي حازم : عِظْنِي يا أبا حازم ، قال : اضطجع ثم اجعل الموت عند رأسك ، ثم انظر ما تُحب أن تكون فيه تلك الساعة فَخُذْ فيه الآن ، وما تَكره أن يكون فيك تلك الساعة فَدَعْه الآن . 5 – أن يَلْهَج الإنسان في سؤال الله حُسن الْخُلُق . فقد كان مِن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت . أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت ، واصْرِف عَنّي سَيئها لا يَصرف عَنّي سَيئها إلاّ أنت . رواه مسلم . ومِن دعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم آت نفسي تقواها ، وزَكِّها أنت خير مَن زَكّاها ، أنت وَلِيّها ومَوْلاها . رواه مسلم . وسبق الجواب عن : كيف يتعود الإنسان على حُسن الخُلق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16900 ما حكم هذا الدعاء لترك الغيبة : اللهم إني استودعتك لساني فلا تجعله يغتاب مسلما ..؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11691 سريعة الغضب وسريعة الحلف بالله ثم تعود في حلفها ، فهل عليها كل مَرّة كفارة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10397 كيف أعفو عمّن ظلمني ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10051 الشخص يحاول يُحسّن خلقه أمام الناس كي يكسب حُبهم ، هل هذا يؤجر عليه أم هورياء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9277 هل يجب على حافظ القرآن أن يكون وقورا هادئا ويمسك أعصابه عند الغضب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3365 ما معنى حديث : الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18475 موضوع " الاتيكيت في حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم " http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10908 ومقالات : ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَخَيْرِ الآخِرَةِ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9263 ظاهرة الفُحش والتفحش.. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7660 حَافِظ عَلَى هُدوئَك http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4509 مَـهَـانَـةُ نَـفْـس ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6307 تزكية النفس .. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7933 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 08:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى